mardi 6 mars 2012

الأكوادور ونحن وكينروس

تعيث شركة كينسروس منذ مدة في ارض تازيازت الغنية كأنها ملك من أملاك الشركة، وقد أوقفت كينروس عمليات الاستخراج والتنقيب في عدد من الدول للتفرغ لكنس ذهبنا (في تازيازت الذهب لا يوجد تحت سطح الأرض كما هي العادة بل هو فوقها) ووضعه في حاويات متجهة بها إلى كل أسواق العالم.
وبما أن تكاليف هذا الكنس ضئيلة جدا والدولة الموريتانية غائبة جدا، حقق هذا الكنس أرباحا خيالية، فقد سجلت شركة تازيازت2011 أرباحا خيالية لم نحصل منها سوى على النزر اليسير ونحن البلد الذي يعيش معظم سكانه تحت خط الفقر.
تتوقع شركة كينروس أن مخزون تازيازت من الذهب يقدر ب 22 مليون أونصة ذهب (http://mobile.bloomberg.com/news/20...)، وذلك ما يعادل أكثر من 37 مليار دولار، ورغم وجود هذا الكم الهائل، فمنجم تازيازت مملوك 100% لشركة كسنروس حسب صفحتها الرئيسية على الانترنيت(http://www.kinross.com/operations/o...) . لماذا تكون الأكوادور أحسن حالا منا وهي التي أعادت التفاوض مع شركة كينروس لتحصل على نسبة 52% من عائدات مخزونها (http://hist362s10.umwblogs.org/2012...) الذي لا يحوي سوى أقل من 7 ملايين أونصة، ونحن نرضى بالفتات؟
ألا تمتلك شركة اسنيم من الخبرات والكفاءات الوطنية ما يغنينا عن كينروس وأخواتها؟ خصوصا أنه بإمكانها أن تملأ أفواه صيادي العمولات حديدا وذهبا، إذا ما أخذنا في الاعتبار أنها حققت سنة 2011 رقم أعمال بلغ 50 مليار أوقية.
مشكلة كل من تعاقبوا على هذا البلد أنهم لا يملكون رؤية للمستقبل وحلولهم للمشاكل (إن حلوها أصلا ) هي حلول مؤقتة لأنهم دوما مشغولون بالساعة التي هم فيها، أما المستقبل فذلك علم غيب! ربما هي طبيعة البدوي الذي يسير أموره من الخريف إلى الخريف وما دونه سنة لا يفكر فيه (أل دونو عام مايخمم).
إن المتتبع لأسعار الذهب والمعادن بصفة عامة يلاحظ أنها تشهد في الفترة الأخيرة تصاعدا متواصلا، فما هو اليوم بألف أوقية قد يصبح غدا بالضعف وبعد غد بعشرات الأضعاف.
إن من السفه بمكان أن نبيع كنوز أرضنا بدراهم معدودة لنتسول الصدقات بعد بضع سنين، ماذا سنفعل إن نفد الحديد والنحاس والذهب؟ ماهي البدائل لثروتنا السمكية؟ هل هناك خطط لتنمية ثروتنا الحيوانية والزراعية؟
ما دمنا لم نجد أجوبة لهذه الأسئلة فأضعف الإيمان طرد كينروس وإلحاق شركة النحاس MCM بها، دون نسيان الأسطول الصيني الذي جاء على الأخضر واليابس، بذلك فقط سنترك لأجيال المستقبل جزء من ثروتهم طالما لم نترك لهم تاريخا يشرفهم ولم نوفر لهم تعليما يؤمنهم ولا بنى تحتية تسهل عيشهم. حتى عاصمة الفوضى –التي نتركها لهم هي معرضة في أي لحظة لأن يبتلعها المحيط.
إلى متى سنبقى دوما في ذيل لائحة الدول المستجدية للمعونات والديون والمتسولة على موائد الغير؟ عار عليكم !