كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن حقوق المرأة وهوجم دعاة تحررها بكل أنواع الأوصاف وقل من ينصفها أو يقف معها سوي أصوات خجولة هنا وهناك، ولرفع بعض اللبس وجب توضيح ما الذي يعنيه أن تكون امرأة أو فتاة في عالمنا العربي:
معني أن تكون امرأة يعني أن تحرم من أبسط حقوقك في التحرك والتجول والسفر والتعلم والعمل دون محرم وأن يعتبرك الآخرون مقياسا لشرفهم وجالبا للعار.
معني أن تكون امرأة يعني أنك ناقص عقل ودين وأن أخاك الذي يصغرك بعشرين سنة ولم يبلغ 18 من العمر هو من يحدد موعد رجوعك للبيت إن كان يؤذن لك أصلا بالخروج منه.
معني أن تكون امرأة يعني أنك حتي لو شاهدت جريمة قتل أو عنف لن تقبل شهادتك .
معني أن تكون امرأة أو فتاة يعني أن لأهلك الحق أن يرسلوك معلبا لعريس غريب في ديار الغربة وإن تطلقت أو تذمرت فالذنب ذنبك .
معني أن تكون امرأة يعني أن تلبس اللباس الأسود لا تري منه إلا عيناك تحت درجات حرارة تزيد علي الخمسين درجة.
معني أن تكون امرأة أن كل من هب ودب يستطيع أن يكتب مقالات أو يفتي فتاوي تحد من حريتك ويأتي بدراسات تفيد أن الرجل أذكي منك رغم أن العكس هو الصحيح.
معني أن تكون امرأة يعني أن تري زملاء دراستك ممن كنت متفوقا عليهم صاروا أطباء ومهندسين وأنت لأنك زوجت قبل إكمال تعليمك مطلقة مع أربعة أولاد وبلا عمل .
أن تكون امرأة يعني أنه إذا هاجمك ذئب بشري واعتدي عليك أو اغتصبك فيسعي القاضي والبوليس للتحري عن ما إذا كنت تلبس ملابس مثيرة أو إذا كنت أصلا سبب الجريمة لأنك فقط خرجت لعمل أو دراسة أو زيارة أصدقاء .
معني أن تكون امرأة يعني أن تتلقي نصف ما يتلقاه أخوك الرضيع من ميراث أبيكما في مؤسسته التي عملت فيها أكثر من ربع قرن.
معني أن تكون امرأة يعني أن تبقى محجوزا في المطبخ والضيوف يتمتعون بالاحاديث الشيقة والاكل للذيذ وأنت تتحدث للمرجل والفرن.
معني أن تكون امرأة يعني أن عليك الاختفاء من وجه البسيطة فأنت مثير وخطير وأنت أصل كل الشرور في هذا العالم رغم أنك أنت السبب في استمرارهم ومن تحملت مشقة الحمل والولادة.
معني أن تكون امرأة يعني أنك كائن دوني في عرف هؤلاء تباع وتشتري كالبضاعة وتربيتك وتكوينك ينصب علي تجهيزك لتخدم إنسانا آخر قد لا يستحقك.
المرأة يا سادتي ليست قادمة من كوكب آخر، ومحاولة حبسها وحرمانها من التعليم وتغييبها عن الانتاج وتحييدها عن الحياة العامة هي الغباء بعينه خاصة في بلدان متخلفة كبلداننا تحتاج طاقات جميع بناتها وأبنائها.
mardi 18 juin 2013
lundi 3 juin 2013
كفانا نفاقا
قبل أيام أعلن عن مبادرة تسمي نفسها "أنصار الشريعة"، استهلت نشاطاتها بمهرجان استعراضي تحدثت فيه عن رؤيتها لتنقية التشريع الموريتاني. يظن هؤلاء أنه فقط بقطع الأيدي والرقاب ستحل كل مشكلاتنا الاجتماعية والاقتصادية وسنعيش في دولة فاضلة. لكن أليس من الأجدى قبل الحديث عن قطع الايدي المطالبة بتوفير الغذاء والدواء والعدل للفقير؟ وهل يحق لمن سكت طويلا علي الظلم والعبودية واحتقار الآخر أن يحمل فجأة لواء شرع لله؟
يختزل هؤلاء شرع لله في الحدود وفي التضييق علي المرأة باعتبارها عورة، تري أحدهم يتزوج إحداهن ويمنعها من التعليم لتلد له حفنة من الأطفال قبل أن يرميها معهم دون نفقة (في موضوع النفقة لا يراعون شرع الله!) ليتزوج أخري وأخري...؛
تري أي شريعة يريدون تطبيقها؟ شريعة السعودية التي تقطع يد الفقير السارق وتقبل يد الأمير الذي سرق هو كذلك ولكن المليارات؟ أم شريعة انصار الدين الذين جوعوا أهلنا في مالي وقطعوا يد من سرق دجاجة لسد رمقه، أم شريعة ولد هيدالة التي كانت تقطع أيدي الحراطين وتترك أبناء العائلات؟
ألم يحن الوقت لقراءة جديدة للنص؟ للنظر فيما هو أبعد من الشعارات البراقة؟ ثم للنظر فيمن يحملون هذه الشعارات مفصلة حسب أهوائهم ومصالحهم ليجنوا بها على الاسلام والمسلمين؟
هل كل من كان موجودا في هذه التظاهرة يحترم شرع لله في كل ما يعمل؟ شاهدت بعض الاشخاص أعرفهم سبق وساندوا الظلم ونهبوا مؤسسات ووزارات أوكلت إليهم، شاهدت أحد أكبر موردي الأدوية المزورة في البلد، وآخرين يستوردون فقط البضاعة المزورة من الصين وآخرين هم سبب زحمة المرور لا يراعون الاضواء الحمراء وآخرين يتهربون من الضرائب وآخرين لا يدفعون نفقات ابنائهم وآخرون يمنعون بناتهم من الزواج لأن من تقدم إليهن ليس كفؤا وآخرين يسرقون أموال الناس القادمة من الخليج.
كفانا نفاقا، علي كل واحد أن ينظر لنفسه ويكون مثاليا في تصرفاته وأن يعين بني وطنه ويقف في وجه الظلم، عندها وعندها فقط يمكنك أن تخرج لتطالب بشرع الله، أما حين تكون ظهيرا للمجرمين، لاهثا خلف مصالح أنانية، قاصرا عن فهم متغرات العصر، فالأجدى أن تتدثر بلحاف آخر يليق بك وتليق به.
لا أستغرب أبدا أن تكون أيادي النظام خلف مباردة كهذه في مسعى لسحب البساط من تحت حزب تواصل المعارض ذي التوجه الاسلامي وذلك ما يدعمه الحضور اللافت للرسميين! لكن أكثر ما أخشاه أن ينقلب السحر علي الساحر!
يختزل هؤلاء شرع لله في الحدود وفي التضييق علي المرأة باعتبارها عورة، تري أحدهم يتزوج إحداهن ويمنعها من التعليم لتلد له حفنة من الأطفال قبل أن يرميها معهم دون نفقة (في موضوع النفقة لا يراعون شرع الله!) ليتزوج أخري وأخري...؛
تري أي شريعة يريدون تطبيقها؟ شريعة السعودية التي تقطع يد الفقير السارق وتقبل يد الأمير الذي سرق هو كذلك ولكن المليارات؟ أم شريعة انصار الدين الذين جوعوا أهلنا في مالي وقطعوا يد من سرق دجاجة لسد رمقه، أم شريعة ولد هيدالة التي كانت تقطع أيدي الحراطين وتترك أبناء العائلات؟
ألم يحن الوقت لقراءة جديدة للنص؟ للنظر فيما هو أبعد من الشعارات البراقة؟ ثم للنظر فيمن يحملون هذه الشعارات مفصلة حسب أهوائهم ومصالحهم ليجنوا بها على الاسلام والمسلمين؟
هل كل من كان موجودا في هذه التظاهرة يحترم شرع لله في كل ما يعمل؟ شاهدت بعض الاشخاص أعرفهم سبق وساندوا الظلم ونهبوا مؤسسات ووزارات أوكلت إليهم، شاهدت أحد أكبر موردي الأدوية المزورة في البلد، وآخرين يستوردون فقط البضاعة المزورة من الصين وآخرين هم سبب زحمة المرور لا يراعون الاضواء الحمراء وآخرين يتهربون من الضرائب وآخرين لا يدفعون نفقات ابنائهم وآخرون يمنعون بناتهم من الزواج لأن من تقدم إليهن ليس كفؤا وآخرين يسرقون أموال الناس القادمة من الخليج.
كفانا نفاقا، علي كل واحد أن ينظر لنفسه ويكون مثاليا في تصرفاته وأن يعين بني وطنه ويقف في وجه الظلم، عندها وعندها فقط يمكنك أن تخرج لتطالب بشرع الله، أما حين تكون ظهيرا للمجرمين، لاهثا خلف مصالح أنانية، قاصرا عن فهم متغرات العصر، فالأجدى أن تتدثر بلحاف آخر يليق بك وتليق به.
لا أستغرب أبدا أن تكون أيادي النظام خلف مباردة كهذه في مسعى لسحب البساط من تحت حزب تواصل المعارض ذي التوجه الاسلامي وذلك ما يدعمه الحضور اللافت للرسميين! لكن أكثر ما أخشاه أن ينقلب السحر علي الساحر!
Inscription à :
Articles (Atom)