"عجبا لكم يا أهل العراق، تقتلون الحسين بن علي ثم تسألون عن قتل الذباب في الحرم"! عبد الله بن عمر. أثار انتباهي وغضبي بيان "الحراك الشبابي" الأخير الذي دعي فيه إلي معاقبة بعض طلاب الجامعة لأنهم داسوا بأقدامهم
علي العلم الوطني, ولان العلم حسب "الحراك" أحد الرموز الوطنية التي يجب إنزال أقصى العقوبات بمن تسول له نفسه المساس بها! وكأن "الحراك" قدم لتوه من كوكب آخر!
أين كنتم يا ترى طوال الفترة الماضية؟ وهلا وجدتم أيضا في صحفكم أن الدستور هو الآخر رمز وطني؟ أين كنتم عندما داس عليه الجنرالات بأحذيتهم العسكرية؟
أوليس الجندي الموريتاني رمزا لسيادة البلد؟ هل طالبتم الجنرال بفك أسره؟ هل نددتم باستخفاف وزير الخارجية بقضيته؟
أين كنتم يوم ضرب العسكر النائبات البرلمانيات وهن متوشحات بالعلم الوطني؟
ثروات بلدكم تنهب ووحدته الوطنية تعيش أخطر أزمة منذ نشأته والعدالة فيه تعيش أحلك أوقاتها وأنتم تقيمون الدنيا ولا تقعدونها من أجل قطعة قماش؟
ألم يكن أحري بكم التنديد بالتنكيل بشباب مثلكم؟ أو على الأقل أن تحاولوا التهدئة؟ بدلا من أن تصبوا الزيت علي النار وتطالبوا بأقصى العقوبات، فاتحين بذلك المجال أمام "مجلس التأديب" و"هيئة التدريس بالجامعة" و"الاتحاد المهني للتعليم العالي"، وكأنكم أسندت إليكم مهمة قيادة هذه "الجوقة" في عملية تهدف لتسويغ انتهاك الحرم الجامعي وطرد الطلاب وقمعهم والزج بهم في السجون!!!
إن الوطنية -يا سادتي- ليست التمسح بقطعة قماش, والعلم لا يصنع وطنا ولا يحميه، لكن من يبني الوطن هم أبناؤه الرافضون للظلم والجهل والطبقية واستعباد الإنسان لأخيه الإنسان.
ليست الأولوية الآن لحماية رموز الوطن وترف الذود عنها، بل لحماية الوطن نفسه بتأسيس دولة المساواة والقانون. وفقط بوجود هذه الدولة سيفخر الجميع بانتمائهم إليها وعندها ستختفي مثل هذه التصرفات ويصبح العلم علم الجميع
محمد السالك ولد ناجم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire