لقد سال الكثير من الحبر تحليلا لعملية إطلاق النار على رئيس الجمهورية ولست هنا لأعضد إحدى النظريات أو أفند الأخرى، لأنما لفت انتباهي هو طغيان العسكر على المشهد السياسي كأن البلد لم ينتج نخبة من المتعلمين تمتلك رؤية لتسييره.
بدأ الأمر بإطلاق عسكري النار (حسب الرواية الرسمية) على الجنرال عزيز, هذا العسكري كأي عسكري يحترم نفسه يقود سيارة غير مجمركة يلتقي بالرئيس الذي هو كأي عسكري يحترم نفسه لا يتوقف عند نقاط التفتيش ويقود سيارة مظلمة النوافذ لينتج عن ذلك الحدث الذي يشغل بال الموريتانيين هذه الايام.
عندما وصل الجنرال إلى المستشفى العسكري منع الوزراء المدنيون من دخول المستشفى وكانت البدلة العسكرية هي سيدة الموقف. ومنذ الحادثة والجنرال غزواني هو من يسير البلاد ويلتقي السفراء ويأمر الوزراء ولم تعترض المعارضة على أي من ذلك طمعا منها أن يقوم الجنرال بانقلاب ولما لم يحدث لها ما تمنت باتت تفكر في التصعيد.
تصعيد المعارضة كان طريفا فقد طالبت فيه المؤسسة العسكرية بالتخلي عن التدخل في السياسة ولكن المفارقة انها اختارت عسكريا سابقا (في عنقه بيعة لعقيد قتل قبل أشهر) لهذه المهمة وفي الصف الامامي خلال مهرجانها أجلست مجموعة من العسكريين السابقين احتفاء بهم.
وقبل المهرجان بيوم واحد أطلق العقيد مسعود ولد بلخير نيرانا صديقة على مهرجان المعارضة بإعلانه عن مكالمة أجراها مع الجنرال ليدخل حينها في مشادة كلامية مع عسكري سابق (وصحفي حالي) أعقبها اعتذار.
في الحقيقة التواجد العسكري في المشهد السياسي صار كثيفا حتى ضعنا بين تصريحات الجنرال وخطاب المقدم واعتراف الملازم ومشادة الضابط.
على المعارضة أن تتوقف عن النفاق السياسي لأحزاب اللافتات وتريحنا من التناوب معها على رئاسة المنسقية وأن لا تكون دوما ملجأ للمغضوب عليهم والضالين.
ليسقط حكم العسكر وليسقط العسكر المعارضون للعسكر أما نحن ففي سقوط حر منذ أن دخلتم حياتنا يوم 10يوليو 78 .
الثلاثاء, 06 نوفمبر 2012
dimanche 27 janvier 2013
mercredi 23 janvier 2013
صديقي حسن
سأحدثكم اليوم عن صديقي حسن، كان حسن أحد أكثر الناس الذين عرفتهم ذكاء ونباهة، إذا كان يمكن قياس الذكاء في تلك السن المبكرة. درست أنا وحسن في نفس المحظرة القرآنية وكان أول من يحفظ لوحه رغم كثرة المهام التي كانت زوجة المرابط تكلفه بها من غسل للأطباق وحلب للأغنام إلي غير ذلك من المهام المنزلية.
عند بلوغنا سن السابعة ذهبنا إلي نفس المدرسة الابتدائية وحسن كان دوما الأول في الصف. وفي السنة الثانية كان يحفظ جميع جداول الضرب حتى الرقم 17 رغم سنه المبكرة.
لقد كنت معجبا جدا بصديقي حسن، معجبا بذكائه الخارق حتي صرت ملازما له كظله. وبسبب هذه الصداقة تعرضت للكثير من المضايقات لأنه ليس من العادات والتقاليد أن يصادق ابن زوايا مثلي حرطانيا مثل حسن، ولكن هذه المضايقات كانت محدودة لأن حسن كان يوقف أيا كان عند حده بعضلاته الصغيرة التي اكتسبها في سن مبكرة من الأعمال الشاقة التي كان يجبر علي ممارستها هنا وهناك.
عندما وصلنا للسنة الثالثة كثر تغيب حسن عن المدرسة وعند سؤالي له عن سبب تغيبه المستمر تعلل بمعاونته لوالده على إعالة اخوته الثمانية حيث ينوب عنه أحيانا في سياقة عربة "شاريت". وفي أحد الأيام اختفي حسن نهائيا من المدرسة حتي المعلم لم يعد ينادي باسمه بداية الدرس.
بعد ذلك القيت حسن في صباح أحد الايام وأنا ذاهب للمدرسة علي حماره في بداية يوم عمله، وأحسست ببعض الغيرة منه –لأنه ليس ملزما بالذهاب للمدرسة – فأنا لم أحب يوما المدرسة ولا مقاعدها، لذلك لم أتردد كثيرا عندما عرض علي مرافقته لمشاركته أحد أيام العمل. أدخلت دفاتري تحت قميصي حتى لا تسقط وصعدت علي ظهر العربة.
كان يوما من أجمل أيام طفولتي، فقد ضحكنا كثيرا ونقلنا نساء سمينات من السوق وحملنا القمامة من أمام المنازل والبضائع من وإلي المتاجر...
حسن كان يعرف المدينة جيدا بعكسي أنا الذي يعرف فقط الطريق من البيت إلي المدرسة، وحكى لي قصصا دغدغت خيالي الطفولي سنين عديدة عن قمامة النصاري المليئة بالألعاب وعن قمامة مسجد المغرب المليئة بالفواكه، وتعهد لي أن يصحبني يوما إلي تلك المناطق التي في بعضها ترمي حتى النقود.
بعد سنوات اكتشفت أن النصاري لا يرمون ألعابا ولا نقودا وأن الفواكه وراء مسجد المغرب متعفنة ولكن كل هذا لم يمنع أن يومنا كان يوما جميلا مليئا بأحلام الصغار، وعند صلاة العصر أوصلني حسن إلي منزل أهلي حيث كان الضرب بانتظاري ومنعت بعدها من ملاقاة حسن والحديث معه.
مصير حسن لم يكن أحسن من مصيري بل كان والده أشد قسوة وأكثرا "كرما" في العقاب (لأن والدي أشتكي لوالد حسن من أنه سيفسد دراستي).
بعد ذلك اليوم لم ألتق حسن إلا خلال أوقات نادرة قبل أن يختفي نهائيا من حياتي حين انتقلت أسرتي من الحي الذي كنا نسكن فيه.
الشهر الفائت التقيت حسن، في البداية لم أتعرف عليه وكان هو من تعرف علي. كنت في سوق العاصمة أحتاج من يحمل الأغراض التي أشتريتها من أحد تجار الجملة، ومع أن التاجر نادي باسم حسن إلا أن ذلك لم يثر انتباهي لأن حسن اسم شائع عندنا، ولن ملامحه تغيرت كثيرا.
الناظر إلينا معا يظنه يكبرني علي الأقل بعشرين سنة، لقد تعرف إلي من الوهلة الأولي فأنا لم أتغير كثيرا حسب قوله أما هو فظهره محني من كثرة حمل المواد الثقيلة ويداه متشققتان من عائدات الزمن، كامل جسمه هدته السنون، فقط ضحكته لم تتغير وإن كانت أصبحت مشوبة ببعض الحزن والقبول بالأمر الواقع.
عندما حاولت أن أساعده في حمل أشيائي ضحك بشدة وقال أنت لم تخلق لحمل البضائع.
كنت سعيدا بلقاء صديقي وقفنا جنب سيارتي وتحدثنا عن ذكرياتنا المشتركة وكيف ساعدني مرة في امتحان الحساب وكيف كان يشرح لي ما لم أفهم من الدروس.
عند وداعنا حاولت أن أعطيه بعض الاوراق النقدية لكنه رفض بشدة رغم فقره الشديد متعللا بأن التاجر الذي يعمل لديه يدفع له أجرته. كنت أحاول أن أشتري قدرا من راحة ضميري لكن لم أفلح حتى في ذلك.
جلست في سيارتي وشعرت بالخجل حتي الموت، شعرت بالخجل من مجتمع لا يعطي أولاده نفس الفرص في الحياة، شعرت بالأسى لأنني أعرف أنه لو توفرت لحسن نفس الفرص والرعاية التي توفرت لي لكان عالما يشار إليه بالبنان أو رياضيا لا يشق له غبار، وليس حمالا في السوق يحمل أشياء الآخرين.
أنا وحسن ولدنا في وسط فقير في نفس المستشفي في السبخة وترعرعنا في نفس الحي في الميناء ونملك نفس الجنسية الموريتانية، ولكننا لم نكن يوما متساويين.
جملته الأخيرة أوضحت كل شيء : "أنت لم تولد لتحمل شيئا ثقيلا" أما هو فولد لذلك. واصلت الجلوس ساعة كاملة في سيارتي والحزن والألم يعتصراني. علينا أن نشعر جميعا بالخجل، مجتمعنا يفقد سنويا الكثير من أبنائه الأذكياء لأنه لا يوفر لأبنائه فرصا متساوية في التعليم.
يجب علينا أن نشعر بالخزي لأننا في القرن الواحد والعشرين وما زلنا نعيش في مجتمع طبقي لا يتساوي أفراده.
يجب علينا أن نشعر بالخجل عندما نرى طفلا صغيرا يسوق حمارا أو متعلقا بمؤخرة "أتوبيس" أو يبحث في القمامة عن ما يسد به رمقه أو محتجزا في منزل يخدم مجموعة من الكسالي لا يتحرك أحدهم حتي لأخذ كوب من الماء .
يجب أن نخجل لأننا لا نحاول تغيير كل هذا وأنا أشعر بالخجل والعار لكل هذا جميعا وأشعر بالعار لانتمائي لمجتمع هذه تصرفاته.
لقد حان الوقت لتغيير مسار التاريخ، لقد حان الوقت لتعويض"الحراطين ولمعلمين..." وكل المتضررين من نظامنا الاقطاعي الطبقي البغيض.
يمكنكم أن تسموا هذا التعويض ما شئتم عنصرية إيجابية، تعويض عن ظلم مئات السنين ... وحتي ذلك الوقت أتمنى من صديقي حسن وكل حسن آخر أن يسامحوني
عند بلوغنا سن السابعة ذهبنا إلي نفس المدرسة الابتدائية وحسن كان دوما الأول في الصف. وفي السنة الثانية كان يحفظ جميع جداول الضرب حتى الرقم 17 رغم سنه المبكرة.
لقد كنت معجبا جدا بصديقي حسن، معجبا بذكائه الخارق حتي صرت ملازما له كظله. وبسبب هذه الصداقة تعرضت للكثير من المضايقات لأنه ليس من العادات والتقاليد أن يصادق ابن زوايا مثلي حرطانيا مثل حسن، ولكن هذه المضايقات كانت محدودة لأن حسن كان يوقف أيا كان عند حده بعضلاته الصغيرة التي اكتسبها في سن مبكرة من الأعمال الشاقة التي كان يجبر علي ممارستها هنا وهناك.
عندما وصلنا للسنة الثالثة كثر تغيب حسن عن المدرسة وعند سؤالي له عن سبب تغيبه المستمر تعلل بمعاونته لوالده على إعالة اخوته الثمانية حيث ينوب عنه أحيانا في سياقة عربة "شاريت". وفي أحد الأيام اختفي حسن نهائيا من المدرسة حتي المعلم لم يعد ينادي باسمه بداية الدرس.
بعد ذلك القيت حسن في صباح أحد الايام وأنا ذاهب للمدرسة علي حماره في بداية يوم عمله، وأحسست ببعض الغيرة منه –لأنه ليس ملزما بالذهاب للمدرسة – فأنا لم أحب يوما المدرسة ولا مقاعدها، لذلك لم أتردد كثيرا عندما عرض علي مرافقته لمشاركته أحد أيام العمل. أدخلت دفاتري تحت قميصي حتى لا تسقط وصعدت علي ظهر العربة.
كان يوما من أجمل أيام طفولتي، فقد ضحكنا كثيرا ونقلنا نساء سمينات من السوق وحملنا القمامة من أمام المنازل والبضائع من وإلي المتاجر...
حسن كان يعرف المدينة جيدا بعكسي أنا الذي يعرف فقط الطريق من البيت إلي المدرسة، وحكى لي قصصا دغدغت خيالي الطفولي سنين عديدة عن قمامة النصاري المليئة بالألعاب وعن قمامة مسجد المغرب المليئة بالفواكه، وتعهد لي أن يصحبني يوما إلي تلك المناطق التي في بعضها ترمي حتى النقود.
بعد سنوات اكتشفت أن النصاري لا يرمون ألعابا ولا نقودا وأن الفواكه وراء مسجد المغرب متعفنة ولكن كل هذا لم يمنع أن يومنا كان يوما جميلا مليئا بأحلام الصغار، وعند صلاة العصر أوصلني حسن إلي منزل أهلي حيث كان الضرب بانتظاري ومنعت بعدها من ملاقاة حسن والحديث معه.
مصير حسن لم يكن أحسن من مصيري بل كان والده أشد قسوة وأكثرا "كرما" في العقاب (لأن والدي أشتكي لوالد حسن من أنه سيفسد دراستي).
بعد ذلك اليوم لم ألتق حسن إلا خلال أوقات نادرة قبل أن يختفي نهائيا من حياتي حين انتقلت أسرتي من الحي الذي كنا نسكن فيه.
الشهر الفائت التقيت حسن، في البداية لم أتعرف عليه وكان هو من تعرف علي. كنت في سوق العاصمة أحتاج من يحمل الأغراض التي أشتريتها من أحد تجار الجملة، ومع أن التاجر نادي باسم حسن إلا أن ذلك لم يثر انتباهي لأن حسن اسم شائع عندنا، ولن ملامحه تغيرت كثيرا.
الناظر إلينا معا يظنه يكبرني علي الأقل بعشرين سنة، لقد تعرف إلي من الوهلة الأولي فأنا لم أتغير كثيرا حسب قوله أما هو فظهره محني من كثرة حمل المواد الثقيلة ويداه متشققتان من عائدات الزمن، كامل جسمه هدته السنون، فقط ضحكته لم تتغير وإن كانت أصبحت مشوبة ببعض الحزن والقبول بالأمر الواقع.
عندما حاولت أن أساعده في حمل أشيائي ضحك بشدة وقال أنت لم تخلق لحمل البضائع.
كنت سعيدا بلقاء صديقي وقفنا جنب سيارتي وتحدثنا عن ذكرياتنا المشتركة وكيف ساعدني مرة في امتحان الحساب وكيف كان يشرح لي ما لم أفهم من الدروس.
عند وداعنا حاولت أن أعطيه بعض الاوراق النقدية لكنه رفض بشدة رغم فقره الشديد متعللا بأن التاجر الذي يعمل لديه يدفع له أجرته. كنت أحاول أن أشتري قدرا من راحة ضميري لكن لم أفلح حتى في ذلك.
جلست في سيارتي وشعرت بالخجل حتي الموت، شعرت بالخجل من مجتمع لا يعطي أولاده نفس الفرص في الحياة، شعرت بالأسى لأنني أعرف أنه لو توفرت لحسن نفس الفرص والرعاية التي توفرت لي لكان عالما يشار إليه بالبنان أو رياضيا لا يشق له غبار، وليس حمالا في السوق يحمل أشياء الآخرين.
أنا وحسن ولدنا في وسط فقير في نفس المستشفي في السبخة وترعرعنا في نفس الحي في الميناء ونملك نفس الجنسية الموريتانية، ولكننا لم نكن يوما متساويين.
جملته الأخيرة أوضحت كل شيء : "أنت لم تولد لتحمل شيئا ثقيلا" أما هو فولد لذلك. واصلت الجلوس ساعة كاملة في سيارتي والحزن والألم يعتصراني. علينا أن نشعر جميعا بالخجل، مجتمعنا يفقد سنويا الكثير من أبنائه الأذكياء لأنه لا يوفر لأبنائه فرصا متساوية في التعليم.
يجب علينا أن نشعر بالخزي لأننا في القرن الواحد والعشرين وما زلنا نعيش في مجتمع طبقي لا يتساوي أفراده.
يجب علينا أن نشعر بالخجل عندما نرى طفلا صغيرا يسوق حمارا أو متعلقا بمؤخرة "أتوبيس" أو يبحث في القمامة عن ما يسد به رمقه أو محتجزا في منزل يخدم مجموعة من الكسالي لا يتحرك أحدهم حتي لأخذ كوب من الماء .
يجب أن نخجل لأننا لا نحاول تغيير كل هذا وأنا أشعر بالخجل والعار لكل هذا جميعا وأشعر بالعار لانتمائي لمجتمع هذه تصرفاته.
لقد حان الوقت لتغيير مسار التاريخ، لقد حان الوقت لتعويض"الحراطين ولمعلمين..." وكل المتضررين من نظامنا الاقطاعي الطبقي البغيض.
يمكنكم أن تسموا هذا التعويض ما شئتم عنصرية إيجابية، تعويض عن ظلم مئات السنين ... وحتي ذلك الوقت أتمنى من صديقي حسن وكل حسن آخر أن يسامحوني
Mein Freund Hassan
Ich möchte Euch von meinem Freund Hassan erzählen. Hassan war einer der intelligentesten Menschen, dem ich je begegnet bin (wenn man das in jungen Jahren überhaupt schon so feststellen kann). Wir gingen in dieselbe Koranschule. Hassan war immer der Erste, der mit Auswendiglernen fertig war, obwohl er die ganze Zeit von der Frau des Marabus hin und her geschickt wurde um ihr einen Teller zu geben oder die Ziegen zu melken. Als wir sechs Jahre alt waren, gingen wir in dieselbe Grundschule. Hassan war immer der Erste der Klasse, er konnte in der zweiten Klasse 17 mal 17 auswendig im Kopf rechnen. Ich war so begeistert von meinem Freund Hassan und seiner Intelligenz, dass ich zu seinem zweiten Schatten wurde. Wegen dieser Freundschaft wurde ich in der Schule gehänselt, denn es war nicht schicklich sich mit einem Hartani anzufreunden, aber mir war das egal. Hassan konnte sowieso mit jedem fertig werden, da er durch die ganze Arbeit die er mit seinen 8 Jahren schon verrichtete, für sein Alter sehr viele Muskeln hatte.
Als wir in die dritte Klasse gingen, war Hassan immer weniger in der Schule. Wenn ich fragte warum, antwortete er, dass er einen Eselkarre fahre um seinem Vater zu helfen seine neun Geschwister zu ernähren. Irgendwann kam er gar nicht mehr zur Schule. Ich begegnete ihm eines Tages auf seinem Esel, zusammen mit seinem ständigen Begleiter und vielleicht auch seinem einzigen Freund, Rocky (der Hund wurde später vom Militär erschossen während einer ihrer Töttungskampagnien, wie mir Hassan Jahrzehnte später, mit Tränen im Augen, berichtete). Ich beneidete ihn dafür, dass er nicht zur Schule gehen musste. Ich habe die Schule nie richtig gemocht, bis heute nicht, deshalb zögerte ich auch nicht lange, als er mir anbot auf seinen Karren mitaufzusteigen um eine Runde zu drehen. Ich steckte mein Heft unter mein T-Shirt in meine Hose und stieg auf. Es war einer der schönsten Tage meines Kinderlebens, der Tag als ich meinen Freund bei der Arbeit begleitete. Wir haben viel gelacht, wir haben dicke Frauen zum Markt gefahren und den Müll der Leute entsorgt. Hassan kannte sich sehr gut aus in der Stadt, im Gegensatz zu mir der nur die Strecke von meinem Zuhause zur Schule ging. Ich bekam immer größere Augen, er erzählte mir Sachen die meine Fantasie über Jahre beschäftigten, er berichtete über Nasranis die Spiele wegwerfen, wertvolle Sachen und sogar Geld. Er schwor mir, dass hinter der französischen Botschaft eine Mülldeponie gäbe, wo alles zu finden wäre und versprach mir mich eines Tages dorthin zu begleiten. Er schwärmte von dem marokkanischen Markt, wo sie Obst einfach wegwerfen und wo man sich an Mangos satt essen könne. Jahre später entdeckte ich dass die Franzosen kein Geld wegwerfen und dass, das Obst nur vergammeltes Obst war, aber wie gesagt meine Fantasie haben seine Worte angeregt. Als dieser schöne traumhafte Tag (wie er nur von Kindern empfunden werden kann) sich zu Ende neigte, fuhr mich Hassan nach Hause, wo auf mich Prügel warteten und mir jeder Umgang mit Hassan untersagt wurde. Hassan erlitt dasselbe Schicksal, wenn auch die Prügel seines Vater mit großzügiger und grausamer waren, als die von meinem (mein Vater hatte sich bei Hassans Vater Beschwert, dass sein Junge mich von der Schule fernhielt, was ja nicht stimmte).
Von dem Tag an haben wir uns aus den Augen verloren, da meine Familie von dem Viertel wegzog. Letzten Monat habe ich Hassan wieder getroffen. Am Anfang habe ich ihn gar nicht erkannt, er aber mich. Ich brauchte jemanden der meine Sachen trug, die ich bei einem Händler gekauft hatte, der Besitzer rief seinen Namen - was meine Aufmerksamkeit nicht erregte, da es ein sehr geläufiger Name ist. Er ist gealtert, die Jahre haben ihre Spuren hinterlassen, er sieht mindestens 20 Jahre älter aus als ich. Mich hat er sofort erkannt, ich hätte gar nicht verändert meinte er. Mein Freund Hassan hat einen gebeugten Rücken vom vielen Tragen gebeugt, seine Hände sind voller Schwielen und haben eine Hornhaut, wie sie bei anderen Menschen an den Füßen vorkommt, sein Körper ist Zerfallen durch die Harte Arbeit. Aber sein Lächeln war dasselbe nur ein wenig trauriger. Er hat sein Schicksal akzeptiert. Als ich ihm beim Tragen helfen wollte, hat er nur gelacht und gemeint du bist nicht zum Tragen geboren. Ich habe mich sehr gefreut meinen Freund nach so langer Zeit zu sehen, wir standen neben meinem Auto und plauderten, wir erinnerten uns gemeinsam daran, wie er mir bei den Hausaugaben geholfen hat oder wie er mir einmal bei einer Prüfung einen Zettel mit den Lösungen zugesteckt hat. Beim Abschied wollte ich ihn paar Geldscheine in die Hand drücken, ich wollte mein Gewissen freikaufen. Doch trotz seiner Armut wollte er mein Geld nicht, er sagte der Service ist schon vom Geschäft bezahlt worden und er würde sowieso nichts von mir nehmen um einen kleinen Sack zu tragen.
Ich saß in meinem Auto und habe mich zu Tode geschämt. Ich schäme mich dafür einer Gesellschafft anzugehören, die nicht allen ihren Kindern die gleichen Chancen im Leben gibt. Ich schäme mich, weil ich wusste, wenn der Hassan, mein kluger Hassan, die gleichen Chancen, wie ich sie hatte, gekriegt hätte, dann wäre er ein großer Wissenschaftler, ein berühmter Mathematiker und auf keinen Fall ein Träger im Markt geworden. Wir kamen beide aus einfachen Verhältnissen, im selben Krankenhaus sind wir geboren (im Sebkha), besitzen die gleiche Nationalität, aber dennoch waren wir nie gleich. Sein Satz sagte alles: Du bist nicht geboren zum Tragen. Er schon. Ich saß fast eine Stunde hinter dem Lenkrad ohne zu fahren, ich war voller Traurigkeit und Bitterkeit.
Wir sollten uns alle Schämen, denn unsere Gesellschafft verliert jährlich so viele intelligente Menschen weil sie diesen Kindern keine vernünftige Bildung geben kann. Wir sollten uns schämen, weil wir in einer Gesellschafft leben die im 21. Jahrhundert immer noch in einem veralteten Kastensystem verharrt. Wir sollten uns schämen jedes mal wenn wir einen kleinen Hassan auf seinem Eselkarren sehen oder einen Hassan der im Müll wühlt erblicken oder von einen Hassan der bei uns im Haushalt arbeitet bedient werden. Wir sollten uns schämen, dafür dass wir nicht versuchen es zu ändern. Ich schäme mich für uns, ich schäme mich dafür unserer Gesellschafft anzugehören.
Es ist an der Zeit unsere Geschichte zu verändern ,die Ex-Sklaven , die Griots ,die Schmiede und alle die Kasten die Jahrhunderte unterdrückt wurden zu entschädigen , ihr könnt es nennen wir ihr wollt positive Diskriminierung ,Kastenentschädigung, irgendwas, dass die Jahrhunderte Benachteiligung , die diese Gruppen erfahren haben zu mildern
Bis dahin Hassan und alle die anderen Hassans bitte verzeiht mir.
Als wir in die dritte Klasse gingen, war Hassan immer weniger in der Schule. Wenn ich fragte warum, antwortete er, dass er einen Eselkarre fahre um seinem Vater zu helfen seine neun Geschwister zu ernähren. Irgendwann kam er gar nicht mehr zur Schule. Ich begegnete ihm eines Tages auf seinem Esel, zusammen mit seinem ständigen Begleiter und vielleicht auch seinem einzigen Freund, Rocky (der Hund wurde später vom Militär erschossen während einer ihrer Töttungskampagnien, wie mir Hassan Jahrzehnte später, mit Tränen im Augen, berichtete). Ich beneidete ihn dafür, dass er nicht zur Schule gehen musste. Ich habe die Schule nie richtig gemocht, bis heute nicht, deshalb zögerte ich auch nicht lange, als er mir anbot auf seinen Karren mitaufzusteigen um eine Runde zu drehen. Ich steckte mein Heft unter mein T-Shirt in meine Hose und stieg auf. Es war einer der schönsten Tage meines Kinderlebens, der Tag als ich meinen Freund bei der Arbeit begleitete. Wir haben viel gelacht, wir haben dicke Frauen zum Markt gefahren und den Müll der Leute entsorgt. Hassan kannte sich sehr gut aus in der Stadt, im Gegensatz zu mir der nur die Strecke von meinem Zuhause zur Schule ging. Ich bekam immer größere Augen, er erzählte mir Sachen die meine Fantasie über Jahre beschäftigten, er berichtete über Nasranis die Spiele wegwerfen, wertvolle Sachen und sogar Geld. Er schwor mir, dass hinter der französischen Botschaft eine Mülldeponie gäbe, wo alles zu finden wäre und versprach mir mich eines Tages dorthin zu begleiten. Er schwärmte von dem marokkanischen Markt, wo sie Obst einfach wegwerfen und wo man sich an Mangos satt essen könne. Jahre später entdeckte ich dass die Franzosen kein Geld wegwerfen und dass, das Obst nur vergammeltes Obst war, aber wie gesagt meine Fantasie haben seine Worte angeregt. Als dieser schöne traumhafte Tag (wie er nur von Kindern empfunden werden kann) sich zu Ende neigte, fuhr mich Hassan nach Hause, wo auf mich Prügel warteten und mir jeder Umgang mit Hassan untersagt wurde. Hassan erlitt dasselbe Schicksal, wenn auch die Prügel seines Vater mit großzügiger und grausamer waren, als die von meinem (mein Vater hatte sich bei Hassans Vater Beschwert, dass sein Junge mich von der Schule fernhielt, was ja nicht stimmte).
Von dem Tag an haben wir uns aus den Augen verloren, da meine Familie von dem Viertel wegzog. Letzten Monat habe ich Hassan wieder getroffen. Am Anfang habe ich ihn gar nicht erkannt, er aber mich. Ich brauchte jemanden der meine Sachen trug, die ich bei einem Händler gekauft hatte, der Besitzer rief seinen Namen - was meine Aufmerksamkeit nicht erregte, da es ein sehr geläufiger Name ist. Er ist gealtert, die Jahre haben ihre Spuren hinterlassen, er sieht mindestens 20 Jahre älter aus als ich. Mich hat er sofort erkannt, ich hätte gar nicht verändert meinte er. Mein Freund Hassan hat einen gebeugten Rücken vom vielen Tragen gebeugt, seine Hände sind voller Schwielen und haben eine Hornhaut, wie sie bei anderen Menschen an den Füßen vorkommt, sein Körper ist Zerfallen durch die Harte Arbeit. Aber sein Lächeln war dasselbe nur ein wenig trauriger. Er hat sein Schicksal akzeptiert. Als ich ihm beim Tragen helfen wollte, hat er nur gelacht und gemeint du bist nicht zum Tragen geboren. Ich habe mich sehr gefreut meinen Freund nach so langer Zeit zu sehen, wir standen neben meinem Auto und plauderten, wir erinnerten uns gemeinsam daran, wie er mir bei den Hausaugaben geholfen hat oder wie er mir einmal bei einer Prüfung einen Zettel mit den Lösungen zugesteckt hat. Beim Abschied wollte ich ihn paar Geldscheine in die Hand drücken, ich wollte mein Gewissen freikaufen. Doch trotz seiner Armut wollte er mein Geld nicht, er sagte der Service ist schon vom Geschäft bezahlt worden und er würde sowieso nichts von mir nehmen um einen kleinen Sack zu tragen.
Ich saß in meinem Auto und habe mich zu Tode geschämt. Ich schäme mich dafür einer Gesellschafft anzugehören, die nicht allen ihren Kindern die gleichen Chancen im Leben gibt. Ich schäme mich, weil ich wusste, wenn der Hassan, mein kluger Hassan, die gleichen Chancen, wie ich sie hatte, gekriegt hätte, dann wäre er ein großer Wissenschaftler, ein berühmter Mathematiker und auf keinen Fall ein Träger im Markt geworden. Wir kamen beide aus einfachen Verhältnissen, im selben Krankenhaus sind wir geboren (im Sebkha), besitzen die gleiche Nationalität, aber dennoch waren wir nie gleich. Sein Satz sagte alles: Du bist nicht geboren zum Tragen. Er schon. Ich saß fast eine Stunde hinter dem Lenkrad ohne zu fahren, ich war voller Traurigkeit und Bitterkeit.
Wir sollten uns alle Schämen, denn unsere Gesellschafft verliert jährlich so viele intelligente Menschen weil sie diesen Kindern keine vernünftige Bildung geben kann. Wir sollten uns schämen, weil wir in einer Gesellschafft leben die im 21. Jahrhundert immer noch in einem veralteten Kastensystem verharrt. Wir sollten uns schämen jedes mal wenn wir einen kleinen Hassan auf seinem Eselkarren sehen oder einen Hassan der im Müll wühlt erblicken oder von einen Hassan der bei uns im Haushalt arbeitet bedient werden. Wir sollten uns schämen, dafür dass wir nicht versuchen es zu ändern. Ich schäme mich für uns, ich schäme mich dafür unserer Gesellschafft anzugehören.
Es ist an der Zeit unsere Geschichte zu verändern ,die Ex-Sklaven , die Griots ,die Schmiede und alle die Kasten die Jahrhunderte unterdrückt wurden zu entschädigen , ihr könnt es nennen wir ihr wollt positive Diskriminierung ,Kastenentschädigung, irgendwas, dass die Jahrhunderte Benachteiligung , die diese Gruppen erfahren haben zu mildern
Bis dahin Hassan und alle die anderen Hassans bitte verzeiht mir.
mardi 22 janvier 2013
حيرتمونا يا علماء!
قبل أيام أطلقت مجموعة ممن يسمون أنفسهم العلماء، فتوى يحلون فيها دم من يخالفهم الرأي. وقبل أن تتعالى على الأصوات بأن "لحوم العلماء مسمومة" عليكم أولا أن تُعرفوا لي من هو العالم؟ هل أصدر أحد هؤلاء مؤلفا؟ هل قام أحدهم ببحوث واستنباطات في الفقه الاسلامي؟ أم أنهم فقط خبراء في الحذف واللصق وتلامذة نجباء للفقيه جوجل؟
متى يمكن أن نصف الانسان بأنه عالم؟ هل كل من خرج 3 أيام مع الدعاة وأطال لحيته وأقصر جلبابه يعتبر عالما؟ أم هي صفة وراثية محتكرة فقط لأبناء الزوايا؟ هل كل من يحفظ آيات من القرآن وأطرافا من مختصر خليل هو عالم؟ أم هي مهنة تكتسب فقط ب"الترشة"؟ وهل يبقى لحم "العالم" مسموما حتى ولو أفتى بما لا يفهم؟ وأيهم أفتك سما: لحوم العلماء أم دماء المسلمين؟
أنا يا إخوتي حائر في أي الفتاوى أتبع! هل أتبع من يفتي بحرمة معونة فرنسا ويعتبرها كافرة وغازية؟ أم من يفتي بواجب قتال الجماعات المسلحة من علماء مالي ويعتبر هذه الجماعات مرتدة وجائرة؟
حتى هذه الجماعات المتطرفة نفسها لو تركتها فرنسا لأهلكت بعضها بعضا. شعارها المعلن تطبيق شرع الله ولكن جهادهم فقط من أجل مصالحهم الضيقة ومناطق تهريبهم الواسعة. ولذلك تراهم مجموعات لا يرضى أحدهم بالآخر زعيما ولو كان هدفهم إعلاء كلمة الله فقط لاتحدوا. ليصادفك أنصار الدين وتنظيم القاعدة والتوحيد والجهاد والملثمون والموقعون بالدم والموقعون ب "أعزكم الله"!
والله لقد حيرتمونا نحن "الدهماء": أي هؤلاء العلماء نتبع؟ لقد اختلط علينا الأمر بعد أن صارت مهنة عالم مهنة من لا مهنة له. وهذا يقودنا إلى مجال آخر صار مهنة من لا مهنة له وهو صحافتنا الموقرة. فهم كذلك فيهم المفتون المتيقنون من فتاويهم. مسلحو مالي بالنسبة لهم مجاهدون وقتلاهم شهداء، هكذا بكل بساطة!
وتحرير مالي لشمالها هو "حملة سليبية"! أنا لا أمزح فأحد المواقع كتبها هكذا وأظنه يقصد "صليبية" والله أعلم! وأظنه لم يطالع الأخبار منذ مدة ليكتشف أن فرنسا فارقت الصليب منذ الثورة الفرنسية واستبدلته بآلهة آخرين هم الذهب والبترول واليورانيوم... وأظن –والله أعلم- أن حربها قد تكون لأجل عيون أحد هذه الآلهة.
موقع آخر يتحدث عن نزوح المئات من الماليين وتشريدهم! إخوتي هذا ليس خبر جديدا، ففي مخيم امبيره قرب باسكنو يعيش منذ أكثر من سنة 100 الف لاجئ مالي شردتهم جماعات القتل والنهب والتكفير.
على "الهابا" تحمل مسؤوليتها حتى لا تكون صحافتنا أبواقا للارهابيين، أم ستقول هي الأخرى بأن لحوم الصحافة مسمومة؟ فقط لحومنا نحن ودماؤنا ودماء جنودنا حلال طيب لكل من هب ودب، فتفضلوا يا سادتي: شهية طيبة!
متى يمكن أن نصف الانسان بأنه عالم؟ هل كل من خرج 3 أيام مع الدعاة وأطال لحيته وأقصر جلبابه يعتبر عالما؟ أم هي صفة وراثية محتكرة فقط لأبناء الزوايا؟ هل كل من يحفظ آيات من القرآن وأطرافا من مختصر خليل هو عالم؟ أم هي مهنة تكتسب فقط ب"الترشة"؟ وهل يبقى لحم "العالم" مسموما حتى ولو أفتى بما لا يفهم؟ وأيهم أفتك سما: لحوم العلماء أم دماء المسلمين؟
أنا يا إخوتي حائر في أي الفتاوى أتبع! هل أتبع من يفتي بحرمة معونة فرنسا ويعتبرها كافرة وغازية؟ أم من يفتي بواجب قتال الجماعات المسلحة من علماء مالي ويعتبر هذه الجماعات مرتدة وجائرة؟
حتى هذه الجماعات المتطرفة نفسها لو تركتها فرنسا لأهلكت بعضها بعضا. شعارها المعلن تطبيق شرع الله ولكن جهادهم فقط من أجل مصالحهم الضيقة ومناطق تهريبهم الواسعة. ولذلك تراهم مجموعات لا يرضى أحدهم بالآخر زعيما ولو كان هدفهم إعلاء كلمة الله فقط لاتحدوا. ليصادفك أنصار الدين وتنظيم القاعدة والتوحيد والجهاد والملثمون والموقعون بالدم والموقعون ب "أعزكم الله"!
والله لقد حيرتمونا نحن "الدهماء": أي هؤلاء العلماء نتبع؟ لقد اختلط علينا الأمر بعد أن صارت مهنة عالم مهنة من لا مهنة له. وهذا يقودنا إلى مجال آخر صار مهنة من لا مهنة له وهو صحافتنا الموقرة. فهم كذلك فيهم المفتون المتيقنون من فتاويهم. مسلحو مالي بالنسبة لهم مجاهدون وقتلاهم شهداء، هكذا بكل بساطة!
وتحرير مالي لشمالها هو "حملة سليبية"! أنا لا أمزح فأحد المواقع كتبها هكذا وأظنه يقصد "صليبية" والله أعلم! وأظنه لم يطالع الأخبار منذ مدة ليكتشف أن فرنسا فارقت الصليب منذ الثورة الفرنسية واستبدلته بآلهة آخرين هم الذهب والبترول واليورانيوم... وأظن –والله أعلم- أن حربها قد تكون لأجل عيون أحد هذه الآلهة.
موقع آخر يتحدث عن نزوح المئات من الماليين وتشريدهم! إخوتي هذا ليس خبر جديدا، ففي مخيم امبيره قرب باسكنو يعيش منذ أكثر من سنة 100 الف لاجئ مالي شردتهم جماعات القتل والنهب والتكفير.
على "الهابا" تحمل مسؤوليتها حتى لا تكون صحافتنا أبواقا للارهابيين، أم ستقول هي الأخرى بأن لحوم الصحافة مسمومة؟ فقط لحومنا نحن ودماؤنا ودماء جنودنا حلال طيب لكل من هب ودب، فتفضلوا يا سادتي: شهية طيبة!
رد على الفقيه ولد مزيد
في فتوى مثيرة للدهشة يتذكر الفقيه إخوانه المسلمين في مالي من الإرهابيين ويأمر بمناصرتهم، فأي ضحك على الذقون هذا؟ أين كنت عندما اعتدت هذه العصابات على القرى الآمنة في مالي وشردت الأسر وهدمت الأضرحة ؟ أين كنت عندما جوعوا أهلنا في مالي وقطعوا أرزاقهم وقطعوا أيديهم وجلدوهم؟
أين كنت عندما قتل جنودنا في لمغيطي والغلاوية؟ أين كنت يوم خطفت هذه العصابات سواحا مسالمين فوق أراضينا؟ وقتلت آخرين؟ أتناصرهم فقط لأن لهم لحى ويتشدقون بآيات يؤولونها بحسب أهوائهم وأمزجتهم؟
عصابات القتل والسرقة هذه سرطان في المنطقة أكبر همها فدية تغنمها أو بضاعة تهربها، يخوفون الآمن وينشرون الرعب ويغررون بالشباب.
وبرأيك من يغزو من؟ هم غزوا مالي الشقيقة وقتلوا جنودها المسلمين لم لا تتعاطف معهم؟ ألأنهم سود؟ عجبا لك تجعلنا نحن الخارجين على هذه الفئة الضالة لتقلب الآية؟ ما هذا المنطق الاعوج؟
طالما يعتلى أمثال هذا الفقيه المنابر ويروجون للإرهاب نهارا جهارا ولا يوجد من يتصدى لهم من العلماء ولا أصحاب الرأي، فقولوا للتسامح وداعا!
ولكن لما الاستغراب ونحن نرى بعض الجرائد والمواقع الالكترونية تصف هؤلاء الارهابيين بالمجاهدين؟ هم إرهابيون اذا هاجمونا ومجاهدون اذا هاجموا الآخرين؟
ما ضر الاسلام أكثر من هذا ومن ألئك فقد شوهوا صورته السمحة كدين رحمة ليجعلوا منه دين قتل وقطع وحرق و اختطاف...
أين كنت عندما قتل جنودنا في لمغيطي والغلاوية؟ أين كنت يوم خطفت هذه العصابات سواحا مسالمين فوق أراضينا؟ وقتلت آخرين؟ أتناصرهم فقط لأن لهم لحى ويتشدقون بآيات يؤولونها بحسب أهوائهم وأمزجتهم؟
عصابات القتل والسرقة هذه سرطان في المنطقة أكبر همها فدية تغنمها أو بضاعة تهربها، يخوفون الآمن وينشرون الرعب ويغررون بالشباب.
وبرأيك من يغزو من؟ هم غزوا مالي الشقيقة وقتلوا جنودها المسلمين لم لا تتعاطف معهم؟ ألأنهم سود؟ عجبا لك تجعلنا نحن الخارجين على هذه الفئة الضالة لتقلب الآية؟ ما هذا المنطق الاعوج؟
طالما يعتلى أمثال هذا الفقيه المنابر ويروجون للإرهاب نهارا جهارا ولا يوجد من يتصدى لهم من العلماء ولا أصحاب الرأي، فقولوا للتسامح وداعا!
ولكن لما الاستغراب ونحن نرى بعض الجرائد والمواقع الالكترونية تصف هؤلاء الارهابيين بالمجاهدين؟ هم إرهابيون اذا هاجمونا ومجاهدون اذا هاجموا الآخرين؟
ما ضر الاسلام أكثر من هذا ومن ألئك فقد شوهوا صورته السمحة كدين رحمة ليجعلوا منه دين قتل وقطع وحرق و اختطاف...
تنظيف المنسقية
"هناك طريقتان لجعل السياسة مهنة: إما أن تعيش للسياسة أو أن تتعيش منها" ماكس فيبر.
إذا كانت المنسقية جادة في محاولاتها تخليصنا من نظام الفساد الذي يجثم على صدورنا منذ قرابة 34 سنة، فعليها أن تبدأ أولا بتنظيف وتنظيم صفوفها.
غالبية الشعب الموريتاني تتألم وتتمنى تغيير الأحوال وهي معارضة بطبيعتها للسياسات غير المدروسة للحكومات المتعاقبة وتستنكر النهب المنظم لثروات هذا البلد، لكن المنسقية لم تستغل حتى الآن هذا الغضب الشعبي العارم وتوجهه لاسترداد حلمنا الديمقراطي المفقود.
ويحق لنا أن نتساءل لماذا لم تفلح المنسقية في استغلال حالة عدم الرضى الموجودة في الشارع؟ ألم يحن للمنسقية أن تراجع سياساتها؟ الم يثبت التحالف مع أحزاب الحقائب والأشخاص فشله ويمنع المنسقية من ديناميكية هي في أشد الحاجة إليها ليضيع الوقت في النقاش والاجتماعات مع أشخاص لا تأثير حقيقي لديهم في الشارع وأحزاب ليس لها وجود خارج مقراتها إن وجدت؟
أليس الأحرى دعوة هؤلاء للاندماج في أحد الأحزاب الكبرى أو استغناء المنسقية عنهم؟ وبهذا نكسب الكثير من الوقت والجهد نحن بأشد الحاجة إليهما، أم أن السادة الرؤساء لا يريد أي منهم أن يتنازل عن لقب "السيد الرئيس" ويضحي به من أجل وطن على حافة الانهيار؟
في الآونة الأخيرة لوحظ بروز جهاز بيروقراطي في المنسقية يستفيد من تسيير المهرجانات والمسيرات وهذا الجهاز هو الذي دفع بشدة لتنظيم المهرجان الأخير الذي كان كارثيا بكل المقاييس (فقط ليستفيد بعضهم من سعر لافتة أو ليترات من البنزين!)، مهرجان كان ينبغي التحضير له جيدا بعد الاستقبال الحاشد للجنرال من طرف الموظفين المسوقين بالعصي والجماهير المدفوعة الثمن.
جمهور المعارضة لا يحتاج باصات نقل ولا يحتاج لافتات كبرى، يحتاج فقط أن تثبتوا له أنكم تريدون تغييرا حقيقيا وهذا لن يتحقق ما دمتم تتحالفون مع رموز الفساد وتحابون على حساب الوطن. إنه لمن دواعي التهكم أن ننتقد ما آل إليه حال البلد من على منصة ونحن محاطون بأشخاص ساهموا في إيصالنا إلى ما نحن فيه.
ثقوا في جماهيركم، فهي لا تأتي لأن فلانا أو علانا حضر، بل تأتي يحدوها الأمل في التغيير والإيمان بموريتانيا ذات غد أفضل.
بدون كل هذا لن يتحقق شعار الرحيل، بل من سيرحل هم نحن الشباب بحثا عن لقمة عيش في الخارج وسيرحل الشيوخ والمرضى إلى باريهم إذ لا صحة موفرة لهم وسترحل ثرواتنا من نحاس وذهب وحديد وسمك، إلى حسابات في الخارج.
إذا كانت المنسقية جادة في محاولاتها تخليصنا من نظام الفساد الذي يجثم على صدورنا منذ قرابة 34 سنة، فعليها أن تبدأ أولا بتنظيف وتنظيم صفوفها.
غالبية الشعب الموريتاني تتألم وتتمنى تغيير الأحوال وهي معارضة بطبيعتها للسياسات غير المدروسة للحكومات المتعاقبة وتستنكر النهب المنظم لثروات هذا البلد، لكن المنسقية لم تستغل حتى الآن هذا الغضب الشعبي العارم وتوجهه لاسترداد حلمنا الديمقراطي المفقود.
ويحق لنا أن نتساءل لماذا لم تفلح المنسقية في استغلال حالة عدم الرضى الموجودة في الشارع؟ ألم يحن للمنسقية أن تراجع سياساتها؟ الم يثبت التحالف مع أحزاب الحقائب والأشخاص فشله ويمنع المنسقية من ديناميكية هي في أشد الحاجة إليها ليضيع الوقت في النقاش والاجتماعات مع أشخاص لا تأثير حقيقي لديهم في الشارع وأحزاب ليس لها وجود خارج مقراتها إن وجدت؟
أليس الأحرى دعوة هؤلاء للاندماج في أحد الأحزاب الكبرى أو استغناء المنسقية عنهم؟ وبهذا نكسب الكثير من الوقت والجهد نحن بأشد الحاجة إليهما، أم أن السادة الرؤساء لا يريد أي منهم أن يتنازل عن لقب "السيد الرئيس" ويضحي به من أجل وطن على حافة الانهيار؟
في الآونة الأخيرة لوحظ بروز جهاز بيروقراطي في المنسقية يستفيد من تسيير المهرجانات والمسيرات وهذا الجهاز هو الذي دفع بشدة لتنظيم المهرجان الأخير الذي كان كارثيا بكل المقاييس (فقط ليستفيد بعضهم من سعر لافتة أو ليترات من البنزين!)، مهرجان كان ينبغي التحضير له جيدا بعد الاستقبال الحاشد للجنرال من طرف الموظفين المسوقين بالعصي والجماهير المدفوعة الثمن.
جمهور المعارضة لا يحتاج باصات نقل ولا يحتاج لافتات كبرى، يحتاج فقط أن تثبتوا له أنكم تريدون تغييرا حقيقيا وهذا لن يتحقق ما دمتم تتحالفون مع رموز الفساد وتحابون على حساب الوطن. إنه لمن دواعي التهكم أن ننتقد ما آل إليه حال البلد من على منصة ونحن محاطون بأشخاص ساهموا في إيصالنا إلى ما نحن فيه.
ثقوا في جماهيركم، فهي لا تأتي لأن فلانا أو علانا حضر، بل تأتي يحدوها الأمل في التغيير والإيمان بموريتانيا ذات غد أفضل.
بدون كل هذا لن يتحقق شعار الرحيل، بل من سيرحل هم نحن الشباب بحثا عن لقمة عيش في الخارج وسيرحل الشيوخ والمرضى إلى باريهم إذ لا صحة موفرة لهم وسترحل ثرواتنا من نحاس وذهب وحديد وسمك، إلى حسابات في الخارج.
لن أتبرع لغزة
اعذروني لن أتبرع لغزة ما دام أهل "آدوابه" يبيتون على الطوى وما دام هناك أطفال في نواكشوط يتسكعون في الشوارع يستجدون قوت يومهم، لن أتبرع من أجل غزة ولا غير غزة ما دام هناك مواطنون في بلدي لا يملكون ثمن الدواء وآخرون يعانون من شح الماء وآخرون يلتحفون السماء.
لن أتبرع ما دام هناك أطفال في بلدي لا يملكون ثمن الدفاتر والأقلام ولا توفر لهم فرص تعليم متساوية. لن أتبرع لغزة ما دام هناك آلاف اللاجئين على حدود بلدي لا تسأل عنهم سوى المنظمات الأجنبية، يعيشون في العراء يطحنهم البرد القارس. لن أتظاهر من أجل غزة ما دام وطني مخطوفا من العسكر، ما داموا يدوسون على الحريات بأحذيتهم الثقيلة. بعض مواطنينا للأسف الشديد إحساسهم بالآخر وهمه، أكبر بكثير من إحساسهم بهذا الوطن وشجونه. بعد الانقلاب المشؤوم قامت مظاهرات منددة ولكنها لم تكن عشر ولا واحدا في المائة من أي مظاهرات داعمة لغزة، تقوم المظاهرات لأن الكهرباء أو الماء قطعا عن غزة ولكن لا أحد يحرك ساكنا عندما يموت سكان مقطع لحجار –مثلا- من العطش وسكان أكجوجت من السموم والنفايات! نتحدث كل الوقت عن عنصرية العدو الصهيوني ولكن لا أحد يهتم بالعنصرية في هذا المنكب البرزخي، لا أحد يتظاهر من أجل رفع الظلم عن الطبقات المسحوقة فيه. لو كان ولد دحود أو بزيد أحرقا نفسيهما في غزة لقامت الدنيا ولم تقعد، لو كان عزيز قام بانقلابه على حركة حماس، لامتلأت شوارع نواكشوط بالمظاهرات، لكنه للأسف انقلب فقط في موريتانيا. إذا ليس هذا مهما. من المؤسف والمؤلم حقا ما يحدث في فلسطين و التضامن معها أمر صحي، لكن الأقرب ثم الأقرب. متى نرى موريتانيين يتبرعون لآدوابه؟ ومتى نرى مواطنين يتبرعون لضحايا الجفاف؟ ومن لنا بمن يتبرع لمائة ألف لاجئ على حدودنا؟ مواطنونا هم كظل "أمندور" (نخلة طويلة بلا أعراش لا يجد ظلها إلا البعيد عنها)، أم هي عقدة النقص التي تلاحقنا لتجعلنا نحاول دوما إثبات انتمائنا لوطن عربي لا يقبل بنا حتى جزءا منه؟
لن أتبرع ما دام هناك أطفال في بلدي لا يملكون ثمن الدفاتر والأقلام ولا توفر لهم فرص تعليم متساوية. لن أتبرع لغزة ما دام هناك آلاف اللاجئين على حدود بلدي لا تسأل عنهم سوى المنظمات الأجنبية، يعيشون في العراء يطحنهم البرد القارس. لن أتظاهر من أجل غزة ما دام وطني مخطوفا من العسكر، ما داموا يدوسون على الحريات بأحذيتهم الثقيلة. بعض مواطنينا للأسف الشديد إحساسهم بالآخر وهمه، أكبر بكثير من إحساسهم بهذا الوطن وشجونه. بعد الانقلاب المشؤوم قامت مظاهرات منددة ولكنها لم تكن عشر ولا واحدا في المائة من أي مظاهرات داعمة لغزة، تقوم المظاهرات لأن الكهرباء أو الماء قطعا عن غزة ولكن لا أحد يحرك ساكنا عندما يموت سكان مقطع لحجار –مثلا- من العطش وسكان أكجوجت من السموم والنفايات! نتحدث كل الوقت عن عنصرية العدو الصهيوني ولكن لا أحد يهتم بالعنصرية في هذا المنكب البرزخي، لا أحد يتظاهر من أجل رفع الظلم عن الطبقات المسحوقة فيه. لو كان ولد دحود أو بزيد أحرقا نفسيهما في غزة لقامت الدنيا ولم تقعد، لو كان عزيز قام بانقلابه على حركة حماس، لامتلأت شوارع نواكشوط بالمظاهرات، لكنه للأسف انقلب فقط في موريتانيا. إذا ليس هذا مهما. من المؤسف والمؤلم حقا ما يحدث في فلسطين و التضامن معها أمر صحي، لكن الأقرب ثم الأقرب. متى نرى موريتانيين يتبرعون لآدوابه؟ ومتى نرى مواطنين يتبرعون لضحايا الجفاف؟ ومن لنا بمن يتبرع لمائة ألف لاجئ على حدودنا؟ مواطنونا هم كظل "أمندور" (نخلة طويلة بلا أعراش لا يجد ظلها إلا البعيد عنها)، أم هي عقدة النقص التي تلاحقنا لتجعلنا نحاول دوما إثبات انتمائنا لوطن عربي لا يقبل بنا حتى جزءا منه؟
Inscription à :
Articles (Atom)