متى يمكن أن نصف الانسان بأنه عالم؟ هل كل من خرج 3 أيام مع الدعاة وأطال لحيته وأقصر جلبابه يعتبر عالما؟ أم هي صفة وراثية محتكرة فقط لأبناء الزوايا؟ هل كل من يحفظ آيات من القرآن وأطرافا من مختصر خليل هو عالم؟ أم هي مهنة تكتسب فقط ب"الترشة"؟ وهل يبقى لحم "العالم" مسموما حتى ولو أفتى بما لا يفهم؟ وأيهم أفتك سما: لحوم العلماء أم دماء المسلمين؟
أنا يا إخوتي حائر في أي الفتاوى أتبع! هل أتبع من يفتي بحرمة معونة فرنسا ويعتبرها كافرة وغازية؟ أم من يفتي بواجب قتال الجماعات المسلحة من علماء مالي ويعتبر هذه الجماعات مرتدة وجائرة؟
حتى هذه الجماعات المتطرفة نفسها لو تركتها فرنسا لأهلكت بعضها بعضا. شعارها المعلن تطبيق شرع الله ولكن جهادهم فقط من أجل مصالحهم الضيقة ومناطق تهريبهم الواسعة. ولذلك تراهم مجموعات لا يرضى أحدهم بالآخر زعيما ولو كان هدفهم إعلاء كلمة الله فقط لاتحدوا. ليصادفك أنصار الدين وتنظيم القاعدة والتوحيد والجهاد والملثمون والموقعون بالدم والموقعون ب "أعزكم الله"!
والله لقد حيرتمونا نحن "الدهماء": أي هؤلاء العلماء نتبع؟ لقد اختلط علينا الأمر بعد أن صارت مهنة عالم مهنة من لا مهنة له. وهذا يقودنا إلى مجال آخر صار مهنة من لا مهنة له وهو صحافتنا الموقرة. فهم كذلك فيهم المفتون المتيقنون من فتاويهم. مسلحو مالي بالنسبة لهم مجاهدون وقتلاهم شهداء، هكذا بكل بساطة!
وتحرير مالي لشمالها هو "حملة سليبية"! أنا لا أمزح فأحد المواقع كتبها هكذا وأظنه يقصد "صليبية" والله أعلم! وأظنه لم يطالع الأخبار منذ مدة ليكتشف أن فرنسا فارقت الصليب منذ الثورة الفرنسية واستبدلته بآلهة آخرين هم الذهب والبترول واليورانيوم... وأظن –والله أعلم- أن حربها قد تكون لأجل عيون أحد هذه الآلهة.
موقع آخر يتحدث عن نزوح المئات من الماليين وتشريدهم! إخوتي هذا ليس خبر جديدا، ففي مخيم امبيره قرب باسكنو يعيش منذ أكثر من سنة 100 الف لاجئ مالي شردتهم جماعات القتل والنهب والتكفير.
على "الهابا" تحمل مسؤوليتها حتى لا تكون صحافتنا أبواقا للارهابيين، أم ستقول هي الأخرى بأن لحوم الصحافة مسمومة؟ فقط لحومنا نحن ودماؤنا ودماء جنودنا حلال طيب لكل من هب ودب، فتفضلوا يا سادتي: شهية طيبة!
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire