mercredi 1 février 2012

. . اسبارتاكوس بائع العبيد

لو عاش " أسبرتاك " ،
لو لم يصلبوه ، لصار في العهد الجديد
ربا لملاك العبيد !
نجيب سرور.
تحز في النفس رؤية رفاق النضال وأصحاب نفس المبادئ يبيعون مواقفهم بدراهم معدودة، أو بحظوة عند سلطان ليس إلا فاصلة عابرة علي مدار التاريخ.
تختلف الأسباب والنتيجة واحدة، فمنهم من يظن أنه ضحي بما يكفي وأن الأوان قد حان لجني الثمار، ومنهم من يتعلل بالشيخوخة والتعب، متناسين أنهم بإنتكاستهم عن مبادئهم يجعلون كل نضالاتهم السابقة صفرا.
مسعود المناضل يقف لينادي بالمجد لعسكري اعتدي علي الديمقراطية وداس على الحرية وبدد الثروات، وصالح الذي أقام الدنيا ولم يقعدها ضد ولد الطائع وملأ نواكشوط رصاصا وقذائف، لأنه يأبى الخنوع، ينسلخ من كل ذلك ليقبل بالركوع بين يدي العقيد السيئ ذكره معمر القذافي.
صارإبراهيما مناضل قاسي الأمرين في سجون العسكر من اجريده إلى ولاته، كان راديكاليا في الدفاع عن حقوق شريحته، وانتهى به المطاف ساقطا تحت أحذية جلاديه مقابل نهب مؤسسة المعارضة.
الحقوقي سعد بوه كان رمزا للدفاع عن المظلومين لايحيد عن مبدأ، لكن عند أول محاولة للإغراء يتخندق في معسكر العسكر ويرأس لجنتهم المستقلة للإنتخابات ليلفظوه بعد الإستغناء عنه كما يلفظ علف التمر.
وحتي بعض الشباب الذين كان يعول عليهم في قيام ثورة، كانوا أول المتزاحمين علي فتاة مائدة الجنرال بأبخس ثمن، فكأن كل مناضل ثوري هو مشروع مصفق قبلي جهوي، أو كأن أقصر الطرق وأسهلها لإرضاء ولي النعمة هي معارضته حينا وموالاته إذا منح.
ومما يحز في النفس أن أدعياء النضال هؤلاء حتي بعد دعمهم ومساندتهم يمكنهم دوما الرجوع إلي ساحة النضال ليضعهم المناضلون علي رؤوسهم كأن شيئا لم يكن، بل ويقدمون إلي المنابر كأننا بلا ذاكرة . ونهمل المناضلين حقا الثابتين علي مبادئهم، الذين يناضلون بصمت بعيدا عن الصفوف الأمامية، وهم أحق بالمعروف وأولي .
تحية إلي كل المناضلين الذين حضروا مهرجان المعارضة الأخير وكل تظاهرة في هذا البلد من أجل الديمقراطية والعدالة، تحية لكل ألئك الساعين علي أقدامهم والثابتين علي مبادئهم، وعلي معارضة نظام الفساد، سواء عليهم عارض أحمد أم والي، مدح مسعود أم شتم، إنبطح الإسلاميون أو قاوموا.
تحية لهؤلاء في الصفوف الخلفية فهم المعول عليهم في بلد تنكر له كثير من أبنائه.
وتحضرني في الأخير صرخة في وجوه من باعوا قضاياهم، لرمز النضال نجيب سرور الذي ثبت على مبادئه رغم التشريد والسجن والاقامة لسنوات في مصحة عقلية:
يقولون هذا زمان يهوذا*
فيا ليتهم صدقوا الخبر،
يهوذا أصاخ لصوت الضمير
وأسرع من عاره فانتحر،
وأنت .. متى يا ترى تستفيق
متى تستفيق .. متى تنتحر ؟ !
*يرمز يهوذا في الثقافة المسيحية للخيانة باعتباره من سلم المسيح لجلاديه.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire