حائر أعزائي لمن أصوتᵎ رغم أني مقاطعٌ لأسبابٍ لا تخفى على عاقلٍ من انعدام مصداقيةٍ وشفافية وانحياز إدارة الخ... ومع ذلك لم استطع منع نفسي من متابعة الحملة ولو عن بعدٍ.ربما هو نوعٌ من حب الاستطلاع لو أردتم.
متابعتي بدأت حين لفتت لوحةٌ عند أحد ملتقيات الطرق نظري كتب عليها:"صوتوا للعلماء"، على اللافتة صورة شخصان أحدهما معروفٌ بموالاته دوماً لأي سلطان، مشهورٌ بالكلام عن معاناة أهل القبور وعن يوم الحشر لكني لم أسمعه يوماً يتكلم عن معاناة أهل الثغور من أهل " الكزرة" والآخر "محترف" دولي بايعَ القذافي وتسييره في سفارتنا في الكويت ولوزارة التوجيه الإسلامي معروفٌ للجميع.
قطعاً لن أصوت لهؤلاءᵎ
بعد ساعات كنت على موعدٍ مع دعايةٍ من نوع آخر لأناس لا أعرفهم ولا مواقف مسبقة لدي منهم ولكن اللافتات لم تنصفهم. مرشحو تواصل هم من أعني. كتبَ على إحدى اللافتات فلان داعية يحفظ القرآن ويقوم الليل وهو أحسن من تختاروهᵎ لا توضيح عن مؤهلات هذا الشخص، في أي جامعة درس؟ وعلى أي تجربةٍ في العمل حصل؟
الدعوة وحفظ القرآن وقيام الليل هي أمور جيدة ومعينةٌ لمن يريد أن يترشح لمقعد في الجنة ولكن تبقى في نظري ليست مربط الفرس لمن يود أن يترشح لمقعد في مجلس النواب. هنا لكي أنتخبكَ أخبرني عن كفاءاتك، أما صلاتك وقيامك وصومك فهي أمور تتقرب بها لربك وبالتالي تخصك لوحدك.
كل هذا كان بالإمكان التغاضي عنه، لكن شريط تواصل وما أدراك ما شريط تواصل -هناك رابط تحت- بصريح العبارة. يحث الشريط على التصويت لـ "مولانا"، لم أكن أعلم أنه جل وعلا رشح أحدهم للانتخابات رغم مقاطعة الكثيرين لها ويستغرب أن يرشح جلّ وعلا باسم تواصل وهو العليم بالسرائر والمآلات. ولو كان ربنا تعالى يود ترشيح أحدهم لرشحه ربما عن طريق حزب الإتحاد من أجل الجمهورية فهو تعالى يعلم الغيب ولمن تؤول عاقبة الأمورᵎ
ما أثار انتباهي كذلك هو تنافس أحزاب الموالاة على إظهار صور الجنرال في مقراتها، فكما يتنافس الفضيلة مع تواصل ,العلماء مع الدعاة يتنافس الحراك مع الإتحادᵎعجبا لكلٍ رب يعبده ويدعي القرب منه وتمثيله في الانتخاباتᵎ
حسب تحليلي الشخصي أضرت هذه الانتخابات كثيراً بالجنرال ولوحظ ذلك من خلال ابتعاد أشخاصٍ كانوا يحسبون عليه: فمن مقال ولد حرمة ولد بابانا إلى فتوى ولد حبيب الرحمن بحرمة ترشح الفرد لمنصبٍ لا يصلح له وليس فيه صلاح للأمة وهو ما يحرم شرعاً على الجنرال الترشح لمأموريةٍ جديدة.
هي كلها أدلة على تململٍ في الموالاة وعدم رضا عن تسيير الأمور.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصوتوا لمولانا أو لخليفته في الأرض وليّ أمر المسلمين في هذه البلاد ليبقى هذا البلد تحكمه أموال السلطان وصدقات الخليج وعلماء السلطان وعلماء الشيطانᵎ
ربما هو يستحقُ كل هذا مادامت طبقته المثقفة لا تحركُ ساكناً، تحترم الأشخاص لقبائلهم ولا تقول لمن سرق سرقت ولمن أفسد أفسدت و لمن كذب كذبت و الناس بيظان و الا شي طايب. رابط النشيد:
https://ia601005.us.archive.org/29
mercredi 13 novembre 2013
lundi 8 juillet 2013
لا تحلموا بعالم سعيد!
من الصعب كثيرا الكتابة في أمور الساعة خصوصا إذا كانت الأحداث متلاحقة بالدرجة التي تتسارع بها الآن في مصر. لذلك سأبين في هذه العجالة من وجهة نظري ماذا حدث وماذا سيحدث دون أن أعرج على ما يحصل الآن.
العسكر هم من جاء بالإخوان! فبعد 60 سنة من تجهيل الشعب المصري وتجويعه من طرف طغمة مبارك لم يجد هذا الشعب ملاذا سوى في الخطاب الديني، فانتشرت الأفكار المحافظة وغيبت الحداثة والقيم الديمقراطية.
جاء الاخوان نتاجا لذلك ولكن سوء تسييرهم وانفرادهم بالحكم وتعجلهم على الاستئثار بالسلطة وموافقتهم المتهورة على دستور العسكر، كل هذا أرجع العسكر إلى حكم مصر.
ماذا سيحدث؟
بعد أيام أو أسابيع سيلقي الرئيس مرسي خطابا مؤثرا يتنازل فيه عن السلطة حقنا للدماء وحفظا لمصالح جماعة "الاخوان المسلمون" وعلى الغالب بعد مصالحة مع الجيش تضمن عدم متابعة أفراد الجماعة. و ستكون هذه المصالحة طبعا برعاية أمير قطر الجديد ومباركته.
بعد عام ستحترق كل القوة التي ساهمت في الحكم مع العسكر سياسيا لأن العسكر لن يعطوعها صلاحيات كافية لحل مشاكل البلد وسيحملونها جميع أخطاء تسييرهم.
وفي الانتخابات القادمة سينجح مرشح العسكر للرئاسة مدعوما بالسلفيين وعلى الغالب من الاخوان الذين سيصوتون له فقط نكاية بالقوى التقدمية. وعلى الأرجح سيختار العسكر شخصية ذات توجه إسلامي يسهل عليهم التحكم فيها.
أرجو أن لا يصدق الجزء الأخير من هذه التنبؤات، لكنه السيناريو الأقرب للتحقق للأسف الشديد. وتبقى القوى التقدمية والوطنية هي الخاسر الأكبر في هذه المعركة.
صدق شاعر اليسار والثورة أمل دنقل حين يقول:
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !
وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..
و دمعة سدى !
العسكر هم من جاء بالإخوان! فبعد 60 سنة من تجهيل الشعب المصري وتجويعه من طرف طغمة مبارك لم يجد هذا الشعب ملاذا سوى في الخطاب الديني، فانتشرت الأفكار المحافظة وغيبت الحداثة والقيم الديمقراطية.
جاء الاخوان نتاجا لذلك ولكن سوء تسييرهم وانفرادهم بالحكم وتعجلهم على الاستئثار بالسلطة وموافقتهم المتهورة على دستور العسكر، كل هذا أرجع العسكر إلى حكم مصر.
ماذا سيحدث؟
بعد أيام أو أسابيع سيلقي الرئيس مرسي خطابا مؤثرا يتنازل فيه عن السلطة حقنا للدماء وحفظا لمصالح جماعة "الاخوان المسلمون" وعلى الغالب بعد مصالحة مع الجيش تضمن عدم متابعة أفراد الجماعة. و ستكون هذه المصالحة طبعا برعاية أمير قطر الجديد ومباركته.
بعد عام ستحترق كل القوة التي ساهمت في الحكم مع العسكر سياسيا لأن العسكر لن يعطوعها صلاحيات كافية لحل مشاكل البلد وسيحملونها جميع أخطاء تسييرهم.
وفي الانتخابات القادمة سينجح مرشح العسكر للرئاسة مدعوما بالسلفيين وعلى الغالب من الاخوان الذين سيصوتون له فقط نكاية بالقوى التقدمية. وعلى الأرجح سيختار العسكر شخصية ذات توجه إسلامي يسهل عليهم التحكم فيها.
أرجو أن لا يصدق الجزء الأخير من هذه التنبؤات، لكنه السيناريو الأقرب للتحقق للأسف الشديد. وتبقى القوى التقدمية والوطنية هي الخاسر الأكبر في هذه المعركة.
صدق شاعر اليسار والثورة أمل دنقل حين يقول:
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !
وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..
و دمعة سدى !
mardi 18 juin 2013
معني أن تكون امرأة
كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن حقوق المرأة وهوجم دعاة تحررها بكل أنواع الأوصاف وقل من ينصفها أو يقف معها سوي أصوات خجولة هنا وهناك، ولرفع بعض اللبس وجب توضيح ما الذي يعنيه أن تكون امرأة أو فتاة في عالمنا العربي:
معني أن تكون امرأة يعني أن تحرم من أبسط حقوقك في التحرك والتجول والسفر والتعلم والعمل دون محرم وأن يعتبرك الآخرون مقياسا لشرفهم وجالبا للعار.
معني أن تكون امرأة يعني أنك ناقص عقل ودين وأن أخاك الذي يصغرك بعشرين سنة ولم يبلغ 18 من العمر هو من يحدد موعد رجوعك للبيت إن كان يؤذن لك أصلا بالخروج منه.
معني أن تكون امرأة يعني أنك حتي لو شاهدت جريمة قتل أو عنف لن تقبل شهادتك .
معني أن تكون امرأة أو فتاة يعني أن لأهلك الحق أن يرسلوك معلبا لعريس غريب في ديار الغربة وإن تطلقت أو تذمرت فالذنب ذنبك .
معني أن تكون امرأة يعني أن تلبس اللباس الأسود لا تري منه إلا عيناك تحت درجات حرارة تزيد علي الخمسين درجة.
معني أن تكون امرأة أن كل من هب ودب يستطيع أن يكتب مقالات أو يفتي فتاوي تحد من حريتك ويأتي بدراسات تفيد أن الرجل أذكي منك رغم أن العكس هو الصحيح.
معني أن تكون امرأة يعني أن تري زملاء دراستك ممن كنت متفوقا عليهم صاروا أطباء ومهندسين وأنت لأنك زوجت قبل إكمال تعليمك مطلقة مع أربعة أولاد وبلا عمل .
أن تكون امرأة يعني أنه إذا هاجمك ذئب بشري واعتدي عليك أو اغتصبك فيسعي القاضي والبوليس للتحري عن ما إذا كنت تلبس ملابس مثيرة أو إذا كنت أصلا سبب الجريمة لأنك فقط خرجت لعمل أو دراسة أو زيارة أصدقاء .
معني أن تكون امرأة يعني أن تتلقي نصف ما يتلقاه أخوك الرضيع من ميراث أبيكما في مؤسسته التي عملت فيها أكثر من ربع قرن.
معني أن تكون امرأة يعني أن تبقى محجوزا في المطبخ والضيوف يتمتعون بالاحاديث الشيقة والاكل للذيذ وأنت تتحدث للمرجل والفرن.
معني أن تكون امرأة يعني أن عليك الاختفاء من وجه البسيطة فأنت مثير وخطير وأنت أصل كل الشرور في هذا العالم رغم أنك أنت السبب في استمرارهم ومن تحملت مشقة الحمل والولادة.
معني أن تكون امرأة يعني أنك كائن دوني في عرف هؤلاء تباع وتشتري كالبضاعة وتربيتك وتكوينك ينصب علي تجهيزك لتخدم إنسانا آخر قد لا يستحقك.
المرأة يا سادتي ليست قادمة من كوكب آخر، ومحاولة حبسها وحرمانها من التعليم وتغييبها عن الانتاج وتحييدها عن الحياة العامة هي الغباء بعينه خاصة في بلدان متخلفة كبلداننا تحتاج طاقات جميع بناتها وأبنائها.
معني أن تكون امرأة يعني أن تحرم من أبسط حقوقك في التحرك والتجول والسفر والتعلم والعمل دون محرم وأن يعتبرك الآخرون مقياسا لشرفهم وجالبا للعار.
معني أن تكون امرأة يعني أنك ناقص عقل ودين وأن أخاك الذي يصغرك بعشرين سنة ولم يبلغ 18 من العمر هو من يحدد موعد رجوعك للبيت إن كان يؤذن لك أصلا بالخروج منه.
معني أن تكون امرأة يعني أنك حتي لو شاهدت جريمة قتل أو عنف لن تقبل شهادتك .
معني أن تكون امرأة أو فتاة يعني أن لأهلك الحق أن يرسلوك معلبا لعريس غريب في ديار الغربة وإن تطلقت أو تذمرت فالذنب ذنبك .
معني أن تكون امرأة يعني أن تلبس اللباس الأسود لا تري منه إلا عيناك تحت درجات حرارة تزيد علي الخمسين درجة.
معني أن تكون امرأة أن كل من هب ودب يستطيع أن يكتب مقالات أو يفتي فتاوي تحد من حريتك ويأتي بدراسات تفيد أن الرجل أذكي منك رغم أن العكس هو الصحيح.
معني أن تكون امرأة يعني أن تري زملاء دراستك ممن كنت متفوقا عليهم صاروا أطباء ومهندسين وأنت لأنك زوجت قبل إكمال تعليمك مطلقة مع أربعة أولاد وبلا عمل .
أن تكون امرأة يعني أنه إذا هاجمك ذئب بشري واعتدي عليك أو اغتصبك فيسعي القاضي والبوليس للتحري عن ما إذا كنت تلبس ملابس مثيرة أو إذا كنت أصلا سبب الجريمة لأنك فقط خرجت لعمل أو دراسة أو زيارة أصدقاء .
معني أن تكون امرأة يعني أن تتلقي نصف ما يتلقاه أخوك الرضيع من ميراث أبيكما في مؤسسته التي عملت فيها أكثر من ربع قرن.
معني أن تكون امرأة يعني أن تبقى محجوزا في المطبخ والضيوف يتمتعون بالاحاديث الشيقة والاكل للذيذ وأنت تتحدث للمرجل والفرن.
معني أن تكون امرأة يعني أن عليك الاختفاء من وجه البسيطة فأنت مثير وخطير وأنت أصل كل الشرور في هذا العالم رغم أنك أنت السبب في استمرارهم ومن تحملت مشقة الحمل والولادة.
معني أن تكون امرأة يعني أنك كائن دوني في عرف هؤلاء تباع وتشتري كالبضاعة وتربيتك وتكوينك ينصب علي تجهيزك لتخدم إنسانا آخر قد لا يستحقك.
المرأة يا سادتي ليست قادمة من كوكب آخر، ومحاولة حبسها وحرمانها من التعليم وتغييبها عن الانتاج وتحييدها عن الحياة العامة هي الغباء بعينه خاصة في بلدان متخلفة كبلداننا تحتاج طاقات جميع بناتها وأبنائها.
lundi 3 juin 2013
كفانا نفاقا
قبل أيام أعلن عن مبادرة تسمي نفسها "أنصار الشريعة"، استهلت نشاطاتها بمهرجان استعراضي تحدثت فيه عن رؤيتها لتنقية التشريع الموريتاني. يظن هؤلاء أنه فقط بقطع الأيدي والرقاب ستحل كل مشكلاتنا الاجتماعية والاقتصادية وسنعيش في دولة فاضلة. لكن أليس من الأجدى قبل الحديث عن قطع الايدي المطالبة بتوفير الغذاء والدواء والعدل للفقير؟ وهل يحق لمن سكت طويلا علي الظلم والعبودية واحتقار الآخر أن يحمل فجأة لواء شرع لله؟
يختزل هؤلاء شرع لله في الحدود وفي التضييق علي المرأة باعتبارها عورة، تري أحدهم يتزوج إحداهن ويمنعها من التعليم لتلد له حفنة من الأطفال قبل أن يرميها معهم دون نفقة (في موضوع النفقة لا يراعون شرع الله!) ليتزوج أخري وأخري...؛
تري أي شريعة يريدون تطبيقها؟ شريعة السعودية التي تقطع يد الفقير السارق وتقبل يد الأمير الذي سرق هو كذلك ولكن المليارات؟ أم شريعة انصار الدين الذين جوعوا أهلنا في مالي وقطعوا يد من سرق دجاجة لسد رمقه، أم شريعة ولد هيدالة التي كانت تقطع أيدي الحراطين وتترك أبناء العائلات؟
ألم يحن الوقت لقراءة جديدة للنص؟ للنظر فيما هو أبعد من الشعارات البراقة؟ ثم للنظر فيمن يحملون هذه الشعارات مفصلة حسب أهوائهم ومصالحهم ليجنوا بها على الاسلام والمسلمين؟
هل كل من كان موجودا في هذه التظاهرة يحترم شرع لله في كل ما يعمل؟ شاهدت بعض الاشخاص أعرفهم سبق وساندوا الظلم ونهبوا مؤسسات ووزارات أوكلت إليهم، شاهدت أحد أكبر موردي الأدوية المزورة في البلد، وآخرين يستوردون فقط البضاعة المزورة من الصين وآخرين هم سبب زحمة المرور لا يراعون الاضواء الحمراء وآخرين يتهربون من الضرائب وآخرين لا يدفعون نفقات ابنائهم وآخرون يمنعون بناتهم من الزواج لأن من تقدم إليهن ليس كفؤا وآخرين يسرقون أموال الناس القادمة من الخليج.
كفانا نفاقا، علي كل واحد أن ينظر لنفسه ويكون مثاليا في تصرفاته وأن يعين بني وطنه ويقف في وجه الظلم، عندها وعندها فقط يمكنك أن تخرج لتطالب بشرع الله، أما حين تكون ظهيرا للمجرمين، لاهثا خلف مصالح أنانية، قاصرا عن فهم متغرات العصر، فالأجدى أن تتدثر بلحاف آخر يليق بك وتليق به.
لا أستغرب أبدا أن تكون أيادي النظام خلف مباردة كهذه في مسعى لسحب البساط من تحت حزب تواصل المعارض ذي التوجه الاسلامي وذلك ما يدعمه الحضور اللافت للرسميين! لكن أكثر ما أخشاه أن ينقلب السحر علي الساحر!
يختزل هؤلاء شرع لله في الحدود وفي التضييق علي المرأة باعتبارها عورة، تري أحدهم يتزوج إحداهن ويمنعها من التعليم لتلد له حفنة من الأطفال قبل أن يرميها معهم دون نفقة (في موضوع النفقة لا يراعون شرع الله!) ليتزوج أخري وأخري...؛
تري أي شريعة يريدون تطبيقها؟ شريعة السعودية التي تقطع يد الفقير السارق وتقبل يد الأمير الذي سرق هو كذلك ولكن المليارات؟ أم شريعة انصار الدين الذين جوعوا أهلنا في مالي وقطعوا يد من سرق دجاجة لسد رمقه، أم شريعة ولد هيدالة التي كانت تقطع أيدي الحراطين وتترك أبناء العائلات؟
ألم يحن الوقت لقراءة جديدة للنص؟ للنظر فيما هو أبعد من الشعارات البراقة؟ ثم للنظر فيمن يحملون هذه الشعارات مفصلة حسب أهوائهم ومصالحهم ليجنوا بها على الاسلام والمسلمين؟
هل كل من كان موجودا في هذه التظاهرة يحترم شرع لله في كل ما يعمل؟ شاهدت بعض الاشخاص أعرفهم سبق وساندوا الظلم ونهبوا مؤسسات ووزارات أوكلت إليهم، شاهدت أحد أكبر موردي الأدوية المزورة في البلد، وآخرين يستوردون فقط البضاعة المزورة من الصين وآخرين هم سبب زحمة المرور لا يراعون الاضواء الحمراء وآخرين يتهربون من الضرائب وآخرين لا يدفعون نفقات ابنائهم وآخرون يمنعون بناتهم من الزواج لأن من تقدم إليهن ليس كفؤا وآخرين يسرقون أموال الناس القادمة من الخليج.
كفانا نفاقا، علي كل واحد أن ينظر لنفسه ويكون مثاليا في تصرفاته وأن يعين بني وطنه ويقف في وجه الظلم، عندها وعندها فقط يمكنك أن تخرج لتطالب بشرع الله، أما حين تكون ظهيرا للمجرمين، لاهثا خلف مصالح أنانية، قاصرا عن فهم متغرات العصر، فالأجدى أن تتدثر بلحاف آخر يليق بك وتليق به.
لا أستغرب أبدا أن تكون أيادي النظام خلف مباردة كهذه في مسعى لسحب البساط من تحت حزب تواصل المعارض ذي التوجه الاسلامي وذلك ما يدعمه الحضور اللافت للرسميين! لكن أكثر ما أخشاه أن ينقلب السحر علي الساحر!
lundi 8 avril 2013
حزين ومحبط ويائس
وبي ما يذود الشّعر عنّي أقلّه ... ولكنّ قلبي يا ابنة القوم قلّب
أنا حزين ومحبط، وطني تتحكم فيه طغمة عسكرية منذ ٣٥ سنة تقوده إلي هاوية مؤكدة وتتلاعب بوحدته الوطنية, تتناوب علي نهبه لكل دوره والخلف أسرع في الهدم والنهب من السلف.
أنا خائف وحزين فوطني نخبته السياية تبيع مواقفها لمن يدفع أكثر, في رقاب بعضهم بيعات للقذافي وآخرون لأميرقطر أو ملك المغرب, همهم مصلحتهم الآنية يتبادلون الأدوار منذ الإستقلال في إستغلال براءة هذا الشعب وطيبته، يبيعونه كلاما وأحلاما ليشتروا بها مناصب ورخص صيد وامتيازات.
يمدحون الحاكم أو يهجونه حسب مصالحهم الآنية, يتحالفون مع أعداء الشعب من رجال أعمال مصوا دمه وكسرواعظمه إن هم دفعوا لهم.
أنا حزين محبط ومكتئب في بلادي صحافة تعطي إنقلابيا درعا للحرية قد لا يقيه من رصاصات صديقة وهو من أذاقها الأمرين وضربها في الشوارع، تكتب في مدحه ومدح أعدائه همها فقط قوت يومها ولو أكلت بأقلامها.
أناحزين وغاضب ومشمئز في وطني مثقفون يتملقون كل حاكم ويقبلون حذاء كل عسكري, يؤلفون الكتب في مآثرهم والقصائد العصماء في مناقبهم.
أنا حزين ويائس ومندهش في وطني رجال دين لايقفون مع مظلوم، يجمعون أموال الزكاة في االخليج للفقراء ليشتروا بها سيارات رباعية الدفع ومنازل ويتزوجوا منها مثني وثلاث ورباع, يحفظون آيات لا يتدبرونها، تراهم دوما في صف الحاكم.
أنا خائف على مستقبل شباب هذا البلد، مصيرهم جميعا الانتحار وإن اختلف الطرق. أسبوعيا نسمع بشابة أو شاب أقدم على الانتحار الفعلي، لكن هناك آخرون ينتحرون معنويا بطرق شتى:
شباب ينتحر سياسيا وأخلاقيا بإنشاء أحزاب تساند العسكر وتطبل للحاكم، آخرون ينتحرون بالغلو في السلفية، يقبرون أنفسهم أحياء بعد فقدهم الأمل في هذه الحياة لينضموا إلى جماعات إرهابية تعدهم بجنات الخلد.
آخرون ينتحرون ببطء عبر تناول المخدرات والانضمام لعصابات السرقة والاغتصاب، ليقضوا ما بقي من أعمارهم بين مخافر الشرطة والسجون.
آخرون ينتحرون رمزيا بالهجرة إلى بلاد الغربة لينقطعوا من جذورهم ويعيشوا أذلاء في بلاد الآخرين.
والبقية لا حول لهم ولا قوة، يكتوون بنار البطالة والقهر حتى يلتحقوا بإحدى هذه المجموعات.
قد يتهجم الكثيرون على، لكنني لن أرد على أحد، فأنا حزين ومحبط ومنهك ومكتئب وبائس وسأكسر أقلامي، إذ لا كلمات تجدي ولا فضائح تنفع.
لك الله يا موريتانيا ما أعق أبناءك، لك الله يا بلاد السيبة.
أنا حزين ومحبط، وطني تتحكم فيه طغمة عسكرية منذ ٣٥ سنة تقوده إلي هاوية مؤكدة وتتلاعب بوحدته الوطنية, تتناوب علي نهبه لكل دوره والخلف أسرع في الهدم والنهب من السلف.
أنا خائف وحزين فوطني نخبته السياية تبيع مواقفها لمن يدفع أكثر, في رقاب بعضهم بيعات للقذافي وآخرون لأميرقطر أو ملك المغرب, همهم مصلحتهم الآنية يتبادلون الأدوار منذ الإستقلال في إستغلال براءة هذا الشعب وطيبته، يبيعونه كلاما وأحلاما ليشتروا بها مناصب ورخص صيد وامتيازات.
يمدحون الحاكم أو يهجونه حسب مصالحهم الآنية, يتحالفون مع أعداء الشعب من رجال أعمال مصوا دمه وكسرواعظمه إن هم دفعوا لهم.
أنا حزين محبط ومكتئب في بلادي صحافة تعطي إنقلابيا درعا للحرية قد لا يقيه من رصاصات صديقة وهو من أذاقها الأمرين وضربها في الشوارع، تكتب في مدحه ومدح أعدائه همها فقط قوت يومها ولو أكلت بأقلامها.
أناحزين وغاضب ومشمئز في وطني مثقفون يتملقون كل حاكم ويقبلون حذاء كل عسكري, يؤلفون الكتب في مآثرهم والقصائد العصماء في مناقبهم.
أنا حزين ويائس ومندهش في وطني رجال دين لايقفون مع مظلوم، يجمعون أموال الزكاة في االخليج للفقراء ليشتروا بها سيارات رباعية الدفع ومنازل ويتزوجوا منها مثني وثلاث ورباع, يحفظون آيات لا يتدبرونها، تراهم دوما في صف الحاكم.
أنا خائف على مستقبل شباب هذا البلد، مصيرهم جميعا الانتحار وإن اختلف الطرق. أسبوعيا نسمع بشابة أو شاب أقدم على الانتحار الفعلي، لكن هناك آخرون ينتحرون معنويا بطرق شتى:
شباب ينتحر سياسيا وأخلاقيا بإنشاء أحزاب تساند العسكر وتطبل للحاكم، آخرون ينتحرون بالغلو في السلفية، يقبرون أنفسهم أحياء بعد فقدهم الأمل في هذه الحياة لينضموا إلى جماعات إرهابية تعدهم بجنات الخلد.
آخرون ينتحرون ببطء عبر تناول المخدرات والانضمام لعصابات السرقة والاغتصاب، ليقضوا ما بقي من أعمارهم بين مخافر الشرطة والسجون.
آخرون ينتحرون رمزيا بالهجرة إلى بلاد الغربة لينقطعوا من جذورهم ويعيشوا أذلاء في بلاد الآخرين.
والبقية لا حول لهم ولا قوة، يكتوون بنار البطالة والقهر حتى يلتحقوا بإحدى هذه المجموعات.
قد يتهجم الكثيرون على، لكنني لن أرد على أحد، فأنا حزين ومحبط ومنهك ومكتئب وبائس وسأكسر أقلامي، إذ لا كلمات تجدي ولا فضائح تنفع.
لك الله يا موريتانيا ما أعق أبناءك، لك الله يا بلاد السيبة.
lundi 18 mars 2013
إلا المتنبي
دهشت كثيرا من تحامل الأستاذ الموقر محمد الأمين ولد الفاظل علي أكبر أعمدة وأساطين الشعر العربي وحتي لا يكون السكوت علامة للرضي وجب الرد.
المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس لا يجوز ولا يمكن إختصاره في شاعر مرتزق بلا مبادئ ونسبة بيت من ركيك الشعر إليه, لو غيرك فعلها يا ابن الفاضلين!
كان المتنبي يملك روحا متمردة وطموحا بلا حدود ولم يكن المال غاية له دوما:
وَمَا رَغْبَتي في عَسْجَدٍ أستَفيدُهُ وَلَكِنّها في مَفْخَرٍ أسْتَجِدّهُ
مدح سيف الدولة ورافقه في كثير من حروبه ومدحه بأحسن ما قيل من شعر ولكن عندما لاحظ عدم تقدير هذا الأخير له وميله إلي حاسديه من أمثال أبي فراس شد الرحال إلي كافور، فأبوالطيب لا يرضي بالضيم:
وَما كُلُّ مَن قالَ قَولاً وَفى, وَلا كُلُّ مَن سيمَ خَسفاً أَبى
كان صاحبنا ضحية لزمانه فلا دولة مركزية ولا خليفة قوي يقصد، يؤرقه طموحه اللا محدود ولا يثنيه شئ عن هدفه:
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ *** فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ *** كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
وفي مجلس كافور مدحه بأحسن وأجود ماقيل من شعر ولكن ذاكرتنا الانتقائية العنصرية احتفظت فقط بهجائه له:
قَوَاصِدَ كَافُورٍ تَوَارِكَ غَيرِهِ*** وَمَنْ قَصَدَ البَحرَ استَقَلّ السّوَاقِيا
فَجاءَتْ بِنَا إنْسانَ عَينِ زَمانِهِ *** وَخَلّتْ بَيَاضاً خَلْفَهَا وَمَآقِيَا
وقد مدحه بسواده وأنشأ قصائد لتفضيل السواد علي البياض:
مُنىً كُنَّ لي أَنَّ البَياضَ خِضابُ *** فَيَخفى بِتَبيِيضِ القُرونِ شَباب
لَيالِيَ عِندَ البيضِ فَودايَ فِتنَةٌ *** وَفَخرٌ وَذاكَ الفَخرُ عِندِيَ عابُ
فَكَيفَ أَذُمُّ اليَومَ ما كُنتُ أَشتَهي *** وَأَدعو بِما أَشكوهُ حينَ أُجابُ
وقصائد استعطاف هي درر الشعر العربي
:
أرى لي بقربي منك عينا قريرة *** وإن كان قربا بالبعاد يشاب
وهل نافعي أن ترفع الحجب بيننا *** ودون الذي أملت منك حجاب
أقل سلامي حب ما خف عنكم *** وأسكت كيما لا يكون جواب
وفي النفس حاجات وفيك فطانة *** سكوتي بيان عندها وخطاب
وما أنا بالباغي على الحب رشوة *** ضعيف هوى يبغى عليه ثواب
و عندما يئس صاحبنا من مواعيد كافور فارق مصر يحركه مرة أخري طموحه وحلمه بمجد لن يتحقق ولم يكن المال كما تفضلتم هو
دافع صاحبنا لمدح هذا أو ذم ذاك ويتجلي ذلك واضحا في مدحه لأبي شجاع:
لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ *** فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ
وَاجْزِ الأميرَ الذي نُعْمَاهُ فَاجِئَةٌ *** بغَيرِ قَوْلٍ وَنُعْمَى النّاسِ أقْوَالُ
فَرُبّمَا جَزَتِ الإحْسَانَ مُولِيَهُ *** خَريدَةٌ مِنْ عَذارَى الحَيّ مِكسالُ
وَإنْ تكُنْ مُحْكَماتُ الشّكلِ تمنَعُني *** ظُهُورَ جَرْيٍ فلي فيهِنّ تَصْهالُ
وَمَا شكَرْتُ لأنّ المَالَ فَرّحَني *** سِيّانِ عِنْديَ إكْثَارٌ وَإقْلالُ
وفي رثائه له أصدق المشاعر:
الحزن يقلق والتجمل يردع *** والدمع بينهما عصي طيع
يتنازعان دموع عين مسهد *** هذا يجيء بها وهذا يرجع
النوم بعد أبي شجاع نافر *** والليل معي والكواكب ظلع
إني لأجبن من فراق أحبتي *** وتحس نفسي بالحمام فأشجع
ويزيدني غضب الأعادي قسوة *** ويلم بي عتب الصديق فأجزع
تصفو الحياة لجاهل أو غافل *** عما مضى فيها وما يتوقع
ولفهم روح المتنبي المتمردة وحلمه بالمجد لنستمع إليه هائيته الشهيرة:
وَأتْعَبُ خَلْقِ الله مَنْ زَادَ هَمُّهُ
وَقَصّرَ عَمّا تَشتَهي النّفس وَجدُهُ
فَلا يَنحَلِلْ في المَجدِ مالُكَ كُلّهُ
فيَنحَلَّ مَجْدٌ كانَ بالمالِ عَقدُهُ
وَدَبِّرْهُ تَدْبيرَ الذي المَجْدُ كَفُّهُ
إذا حارَبَ الأعداءَ وَالمَالَ زَنْدُهُ
فَلا مَجْدَ في الدّنْيَا لمَنْ قَلّ مَالُهُ
وَلا مالَ في الدّنيا لمَنْ قَلّ مَجدُهُ
وَفي النّاسِ مَنْ يرْضَى بميسورِ عيشِهِ
وَمَرْكوبُهُ رِجْلاهُ وَالثّوْبُ جلدُه
وَلَكِنّ قَلْباً بَينَ جَنْبَيّ مَا لَهُ
مَدًى يَنتَهي بي في مُرَادٍ أحُدُّهُ
يَرَى جِسْمَهُ يُكْسَى شُفُوفاً تَرُبُّهُ
فيَختارُ أن يُكْسَى دُرُوعاً تهُدّهُ
يُكَلّفُني التّهْجيرَ في كلّ مَهْمَهٍ
عَليقي مَرَاعِيهِ وَزَاديَ رُبْدُهُ
وكان أحري بك وأنت تلميذ المعري وهو صاحب كتاب "معجز أحمد" أن تظهر بعض الإحترام لصاحبنا وكفي المتنبي فخرا أنك إذا فتحت أي كتاب من كتب اللغة كان ترتيب الشواهد قال الله وقال الرسول وقال المتنبى, فلا مجال لحشره مع شعراء ال SMS والبرامج الترفيهية.
مع كامل الود
أحد مريدي أبي الحسين
المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس لا يجوز ولا يمكن إختصاره في شاعر مرتزق بلا مبادئ ونسبة بيت من ركيك الشعر إليه, لو غيرك فعلها يا ابن الفاضلين!
كان المتنبي يملك روحا متمردة وطموحا بلا حدود ولم يكن المال غاية له دوما:
وَمَا رَغْبَتي في عَسْجَدٍ أستَفيدُهُ وَلَكِنّها في مَفْخَرٍ أسْتَجِدّهُ
مدح سيف الدولة ورافقه في كثير من حروبه ومدحه بأحسن ما قيل من شعر ولكن عندما لاحظ عدم تقدير هذا الأخير له وميله إلي حاسديه من أمثال أبي فراس شد الرحال إلي كافور، فأبوالطيب لا يرضي بالضيم:
وَما كُلُّ مَن قالَ قَولاً وَفى, وَلا كُلُّ مَن سيمَ خَسفاً أَبى
كان صاحبنا ضحية لزمانه فلا دولة مركزية ولا خليفة قوي يقصد، يؤرقه طموحه اللا محدود ولا يثنيه شئ عن هدفه:
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ *** فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ *** كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
وفي مجلس كافور مدحه بأحسن وأجود ماقيل من شعر ولكن ذاكرتنا الانتقائية العنصرية احتفظت فقط بهجائه له:
قَوَاصِدَ كَافُورٍ تَوَارِكَ غَيرِهِ*** وَمَنْ قَصَدَ البَحرَ استَقَلّ السّوَاقِيا
فَجاءَتْ بِنَا إنْسانَ عَينِ زَمانِهِ *** وَخَلّتْ بَيَاضاً خَلْفَهَا وَمَآقِيَا
وقد مدحه بسواده وأنشأ قصائد لتفضيل السواد علي البياض:
مُنىً كُنَّ لي أَنَّ البَياضَ خِضابُ *** فَيَخفى بِتَبيِيضِ القُرونِ شَباب
لَيالِيَ عِندَ البيضِ فَودايَ فِتنَةٌ *** وَفَخرٌ وَذاكَ الفَخرُ عِندِيَ عابُ
فَكَيفَ أَذُمُّ اليَومَ ما كُنتُ أَشتَهي *** وَأَدعو بِما أَشكوهُ حينَ أُجابُ
وقصائد استعطاف هي درر الشعر العربي
:
أرى لي بقربي منك عينا قريرة *** وإن كان قربا بالبعاد يشاب
وهل نافعي أن ترفع الحجب بيننا *** ودون الذي أملت منك حجاب
أقل سلامي حب ما خف عنكم *** وأسكت كيما لا يكون جواب
وفي النفس حاجات وفيك فطانة *** سكوتي بيان عندها وخطاب
وما أنا بالباغي على الحب رشوة *** ضعيف هوى يبغى عليه ثواب
و عندما يئس صاحبنا من مواعيد كافور فارق مصر يحركه مرة أخري طموحه وحلمه بمجد لن يتحقق ولم يكن المال كما تفضلتم هو
دافع صاحبنا لمدح هذا أو ذم ذاك ويتجلي ذلك واضحا في مدحه لأبي شجاع:
لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ *** فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ
وَاجْزِ الأميرَ الذي نُعْمَاهُ فَاجِئَةٌ *** بغَيرِ قَوْلٍ وَنُعْمَى النّاسِ أقْوَالُ
فَرُبّمَا جَزَتِ الإحْسَانَ مُولِيَهُ *** خَريدَةٌ مِنْ عَذارَى الحَيّ مِكسالُ
وَإنْ تكُنْ مُحْكَماتُ الشّكلِ تمنَعُني *** ظُهُورَ جَرْيٍ فلي فيهِنّ تَصْهالُ
وَمَا شكَرْتُ لأنّ المَالَ فَرّحَني *** سِيّانِ عِنْديَ إكْثَارٌ وَإقْلالُ
وفي رثائه له أصدق المشاعر:
الحزن يقلق والتجمل يردع *** والدمع بينهما عصي طيع
يتنازعان دموع عين مسهد *** هذا يجيء بها وهذا يرجع
النوم بعد أبي شجاع نافر *** والليل معي والكواكب ظلع
إني لأجبن من فراق أحبتي *** وتحس نفسي بالحمام فأشجع
ويزيدني غضب الأعادي قسوة *** ويلم بي عتب الصديق فأجزع
تصفو الحياة لجاهل أو غافل *** عما مضى فيها وما يتوقع
ولفهم روح المتنبي المتمردة وحلمه بالمجد لنستمع إليه هائيته الشهيرة:
وَأتْعَبُ خَلْقِ الله مَنْ زَادَ هَمُّهُ
وَقَصّرَ عَمّا تَشتَهي النّفس وَجدُهُ
فَلا يَنحَلِلْ في المَجدِ مالُكَ كُلّهُ
فيَنحَلَّ مَجْدٌ كانَ بالمالِ عَقدُهُ
وَدَبِّرْهُ تَدْبيرَ الذي المَجْدُ كَفُّهُ
إذا حارَبَ الأعداءَ وَالمَالَ زَنْدُهُ
فَلا مَجْدَ في الدّنْيَا لمَنْ قَلّ مَالُهُ
وَلا مالَ في الدّنيا لمَنْ قَلّ مَجدُهُ
وَفي النّاسِ مَنْ يرْضَى بميسورِ عيشِهِ
وَمَرْكوبُهُ رِجْلاهُ وَالثّوْبُ جلدُه
وَلَكِنّ قَلْباً بَينَ جَنْبَيّ مَا لَهُ
مَدًى يَنتَهي بي في مُرَادٍ أحُدُّهُ
يَرَى جِسْمَهُ يُكْسَى شُفُوفاً تَرُبُّهُ
فيَختارُ أن يُكْسَى دُرُوعاً تهُدّهُ
يُكَلّفُني التّهْجيرَ في كلّ مَهْمَهٍ
عَليقي مَرَاعِيهِ وَزَاديَ رُبْدُهُ
وكان أحري بك وأنت تلميذ المعري وهو صاحب كتاب "معجز أحمد" أن تظهر بعض الإحترام لصاحبنا وكفي المتنبي فخرا أنك إذا فتحت أي كتاب من كتب اللغة كان ترتيب الشواهد قال الله وقال الرسول وقال المتنبى, فلا مجال لحشره مع شعراء ال SMS والبرامج الترفيهية.
مع كامل الود
أحد مريدي أبي الحسين
lundi 11 mars 2013
حريتي خط أحمر
وتستمر الاعتقالات الليلية وإهانة الشباب المسالمين، لا لجرم ارتكبوه سوى ممارستهم لحق التنقل الذي يكفله لهم الدستور. والغريب في الأمر أن رجال الأمن لا يمسكون إلا بالراجلين، أما أصحاب السيارات فهم منزهون عن المساس بالأمن!
إخوتنا في الأجهزة الأمنية أنتم ربما أول من يعرف أن اللصوص والقاعدة والمجرمون يملكون سيارات بل ويملكون أغلى السيارات. ملاحظة أخرى هي أن كل المعتقلين الليليين هم من المدنيين ولكن لا غرو فنحن نعيش في دولة العسكر منذ 1978.
ومنذ ذلك اليوم وهم ينظرون إلينا نحن المدنيين (سيويل) بنظرة متعالية لا يخاطبوننا إلا زجرا ولا ينظرون إلينا إلا شزرا وذلك رغم أننا نحن من يدفع رواتبهم.
ستتعالى بعض الأصوات ممن اعتادوا الخنوع أن المؤسسة الأمنية والعسكرية هي خط أحمر! سادتي، حريتي أنا في التنقل هي أيضا خط أحمر وكرامتي كإنسان هي الأخرى خط أحمر حتى إن توجهي السياسي أحمر!
ما كل هذا التقديس لهؤلاء؟ ألأنهم حماة الديار؟ هي وظيفة ككل الوظائف لا يرغم أحد على ممارستها، يدفع مقابلها راتب نهاية كل شهر. وهنالك الآلاف المستعدون للقيام بها ويمنعهم فقط ضعف الوساطة!
المدرس هو كذلك خط أحمر وقد رأينا كيف عومل المعلمون والأساتذة في إضرابهم الأخير وما لا قوا من ضرب وتنكيل! وعمال المناجم خط أحمر مع أنهم يتعرضون للإذلال وحتى للقتل بدم بارد!
الأمر أبسط من هذا: قدسيتهم تكمن في أنهم يحملون سلاحا ونحن لا نحمله، لكن حين يطلب منهم استخدامه لدحر عدو أو للدفاع عن حدود، ينقلبوا على الحكم ويسجنوا الرئيس!
تذكروا جيدا، نحن من يدفع رواتبكم ومن يشتري أسلحتكم وسياراتكم وملابسكم ولا نطلب الكثير. عاملونا فقط بقدر من الاحترام لنعيش في وطن يضمن فيه لكل حقه، لا يزدرى فيه أحد.
عاشت قيم الجمهورية!
ويستمر النضال!
إخوتنا في الأجهزة الأمنية أنتم ربما أول من يعرف أن اللصوص والقاعدة والمجرمون يملكون سيارات بل ويملكون أغلى السيارات. ملاحظة أخرى هي أن كل المعتقلين الليليين هم من المدنيين ولكن لا غرو فنحن نعيش في دولة العسكر منذ 1978.
ومنذ ذلك اليوم وهم ينظرون إلينا نحن المدنيين (سيويل) بنظرة متعالية لا يخاطبوننا إلا زجرا ولا ينظرون إلينا إلا شزرا وذلك رغم أننا نحن من يدفع رواتبهم.
ستتعالى بعض الأصوات ممن اعتادوا الخنوع أن المؤسسة الأمنية والعسكرية هي خط أحمر! سادتي، حريتي أنا في التنقل هي أيضا خط أحمر وكرامتي كإنسان هي الأخرى خط أحمر حتى إن توجهي السياسي أحمر!
ما كل هذا التقديس لهؤلاء؟ ألأنهم حماة الديار؟ هي وظيفة ككل الوظائف لا يرغم أحد على ممارستها، يدفع مقابلها راتب نهاية كل شهر. وهنالك الآلاف المستعدون للقيام بها ويمنعهم فقط ضعف الوساطة!
المدرس هو كذلك خط أحمر وقد رأينا كيف عومل المعلمون والأساتذة في إضرابهم الأخير وما لا قوا من ضرب وتنكيل! وعمال المناجم خط أحمر مع أنهم يتعرضون للإذلال وحتى للقتل بدم بارد!
الأمر أبسط من هذا: قدسيتهم تكمن في أنهم يحملون سلاحا ونحن لا نحمله، لكن حين يطلب منهم استخدامه لدحر عدو أو للدفاع عن حدود، ينقلبوا على الحكم ويسجنوا الرئيس!
تذكروا جيدا، نحن من يدفع رواتبكم ومن يشتري أسلحتكم وسياراتكم وملابسكم ولا نطلب الكثير. عاملونا فقط بقدر من الاحترام لنعيش في وطن يضمن فيه لكل حقه، لا يزدرى فيه أحد.
عاشت قيم الجمهورية!
ويستمر النضال!
Etre Hartani aujourd’hui
Dernièrement, on a beaucoup parlé dans notre pays de l’esclavage et des Haratines. Beaucoup de nos citoyens ont fait preuve d’étonnement et de manque de compréhension envers leurs revendications. Beaucoup de Maures disent que l’esclavage n’existe plus, qu’il existe des lois qui l’incriminent. Pourquoi donc, s’interrogent-ils, tout ce battage ? N’avons-nous pas coexisté en paix durant des siècles? Qu’est-ce qui justifie ce discours raciste? A quoi sert l’incinération de livres et l’offensive dont font l’objet certains oulémas maures? Tout cela n’est-il pas du passé?
Pour leur répondre, il faut d’abord leur expliquer la signification de la condition d’ « esclave » ou d’ « hartani ». Ils doivent pouvoir se mettre à la place des autres pour mieux comprendre les choses.
Être hartani ou réduit en esclave signifie qu’aux yeux de la communauté, tu as un déficit de droits et tu te situes au bas de l'échelle sociale.
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que tu n’existes que pour des têches physiques : élever les troupeaux, creuser les puits, planter les palmiers et égoger et dépecer les animaux.
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que tu es privé de ton droit à l’éducation et des droits de propriété : tu ne peux posséder ni les animaux que tu élèves ni les terres que tu cultives.
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que ta religion est incomplète : tu n’as pas à t’acquitter de devoirs religieux tels que la Zakat, le pèlerinage, la grande prière du vendredi… Même le mariage de ta propre fille est susceptible d’être annulé si tes maîtres ou les siens n’ont pas été consultés.
Etre hartani ou réduit en esclavage signifie que tu n’es pas membre à part entière d’un groupe tribal. Si la chance t’accompagne, tu n’appartiens qu’à un seul groupe. Mais tu peux aussi être la propriété de plusieurs : un quart de toi appartient à untel, une partie de toi est offerte à un autre dans le cadre d’une alliance ou d’un mariage…
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que n’importe quel quidam, même s’il ne te connait pas, peut se permettre de te donner des ordres et s’attend à ce que tu lui obéisses.
Être enfant hartani ou réduit en esclavage signifie que tu fais le travail domestique pour la famille du maître ou que tu conduis une charrette à âne, pendant que les autres enfants vont à l'école, s’amusent et jouent ensemble.
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que tes frères et sœurs sont dispersés dans différentes familles pour les servir et servir leurs descendants. Cela signifie que tu dois supporter de voir un gamin de 10 ans envoyer ta chère maman pour lui acheter des bonbons à la boutique ; que tu la vois porter sur elle les enfants d’autrui alors que personne ne te porte, toi, son propre fils ; que tu vois les jeunes maures respecter les personnes âgées et s’empêcher de fumer en leur présence, sauf avec ton grand-père qu’ils enfument et à qui ils empruntent insolemment des allumettes.
Cela signifie que tu vis dans une société qui enracine dans ton esprit que tu es inférieur aux autres, que la Raison n’existe pas au sein des Noirs et qu’il existe pas mal de choses qui échappent à ta modeste perception...
Etre hartani ou réduit en esclavage signifie que tu es inapte, aux yeux de cette société raciste, à épouser ses filles, même si tu es ministre ou quelque-chose de similaire.
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que tu dois supporter de voir tes amis d'enfance, qui ont grandi avec toi dans le même quartier, monter les échelons hiérarchiques, alors que tu trimes dans le même bureau pendant vingt ans, si bureau il y a.
Etre hartani ou réduit en esclavage et servir dans l’Armée de ton pays signifient que tu supportes d’être exploité par un officier, de laver ses vêtements ou de conduire sa voiture.
Toutes ces pratiques ont été exercées au nom de la religion, avec l’approbation et la bénédiction des hommes du clergé (oulémas). Nous ne devrions donc pas être surpris par l’incinération de livres esclavagistes par les esclaves. A leur place je ferais la même chose, voire pire.
Cher lecteur:
Mettez-vous à leur place et réfléchissez bien à toute cette injustice pratiquée dans notre société au fil des ans ! Que feriez-vous si vous étiez à leur place? Accepteriez-vous cet état de fait ? Eux, ils ne l’acceptent plus. Et tout intellectuel qui se respecte dans ce pays ne peut pas l'accepter.
Frères haratines :
Levez-vous pour récupérer vos droits, pour libérer nos frères et les vôtres de l'esclavage et de l'ignorance. Faites-le pour une Mauritanie source de fierté, où l’homme n'opprime point son frère.
L’aube finira forcément par se lever.
Inévitablement, les Haratines se léveront, aussi.
Pour leur répondre, il faut d’abord leur expliquer la signification de la condition d’ « esclave » ou d’ « hartani ». Ils doivent pouvoir se mettre à la place des autres pour mieux comprendre les choses.
Être hartani ou réduit en esclave signifie qu’aux yeux de la communauté, tu as un déficit de droits et tu te situes au bas de l'échelle sociale.
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que tu n’existes que pour des têches physiques : élever les troupeaux, creuser les puits, planter les palmiers et égoger et dépecer les animaux.
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que tu es privé de ton droit à l’éducation et des droits de propriété : tu ne peux posséder ni les animaux que tu élèves ni les terres que tu cultives.
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que ta religion est incomplète : tu n’as pas à t’acquitter de devoirs religieux tels que la Zakat, le pèlerinage, la grande prière du vendredi… Même le mariage de ta propre fille est susceptible d’être annulé si tes maîtres ou les siens n’ont pas été consultés.
Etre hartani ou réduit en esclavage signifie que tu n’es pas membre à part entière d’un groupe tribal. Si la chance t’accompagne, tu n’appartiens qu’à un seul groupe. Mais tu peux aussi être la propriété de plusieurs : un quart de toi appartient à untel, une partie de toi est offerte à un autre dans le cadre d’une alliance ou d’un mariage…
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que n’importe quel quidam, même s’il ne te connait pas, peut se permettre de te donner des ordres et s’attend à ce que tu lui obéisses.
Être enfant hartani ou réduit en esclavage signifie que tu fais le travail domestique pour la famille du maître ou que tu conduis une charrette à âne, pendant que les autres enfants vont à l'école, s’amusent et jouent ensemble.
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que tes frères et sœurs sont dispersés dans différentes familles pour les servir et servir leurs descendants. Cela signifie que tu dois supporter de voir un gamin de 10 ans envoyer ta chère maman pour lui acheter des bonbons à la boutique ; que tu la vois porter sur elle les enfants d’autrui alors que personne ne te porte, toi, son propre fils ; que tu vois les jeunes maures respecter les personnes âgées et s’empêcher de fumer en leur présence, sauf avec ton grand-père qu’ils enfument et à qui ils empruntent insolemment des allumettes.
Cela signifie que tu vis dans une société qui enracine dans ton esprit que tu es inférieur aux autres, que la Raison n’existe pas au sein des Noirs et qu’il existe pas mal de choses qui échappent à ta modeste perception...
Etre hartani ou réduit en esclavage signifie que tu es inapte, aux yeux de cette société raciste, à épouser ses filles, même si tu es ministre ou quelque-chose de similaire.
Être hartani ou réduit en esclavage signifie que tu dois supporter de voir tes amis d'enfance, qui ont grandi avec toi dans le même quartier, monter les échelons hiérarchiques, alors que tu trimes dans le même bureau pendant vingt ans, si bureau il y a.
Etre hartani ou réduit en esclavage et servir dans l’Armée de ton pays signifient que tu supportes d’être exploité par un officier, de laver ses vêtements ou de conduire sa voiture.
Toutes ces pratiques ont été exercées au nom de la religion, avec l’approbation et la bénédiction des hommes du clergé (oulémas). Nous ne devrions donc pas être surpris par l’incinération de livres esclavagistes par les esclaves. A leur place je ferais la même chose, voire pire.
Cher lecteur:
Mettez-vous à leur place et réfléchissez bien à toute cette injustice pratiquée dans notre société au fil des ans ! Que feriez-vous si vous étiez à leur place? Accepteriez-vous cet état de fait ? Eux, ils ne l’acceptent plus. Et tout intellectuel qui se respecte dans ce pays ne peut pas l'accepter.
Frères haratines :
Levez-vous pour récupérer vos droits, pour libérer nos frères et les vôtres de l'esclavage et de l'ignorance. Faites-le pour une Mauritanie source de fierté, où l’homme n'opprime point son frère.
L’aube finira forcément par se lever.
Inévitablement, les Haratines se léveront, aussi.
jeudi 7 mars 2013
السلالة
تجمع صغار الحي من حولها وفي عيونهم فرحة طفولية يشوبها نوع من الخوف ممزوج بآثار نوم متبقية من ليلة البارحة، وقد شغلهم تسارع الحدث عن التفكير في غسل وجوههم إن كانوا قد غسلوها في الأشهر الثلاثة الماضية، ولكن الحدث يستحق كل هذه العجلة فاليوم ستدفن أمباركة حية بعد ما ثبت عليها جرم"السل".
فمنذ وفاة أحمد سالم إثر حمي مفاجئة ألمت به دامت فقط عدة أيام رغم أنه كان في عنفوان شبابه وجميع الأنظار موجهة إلي أمباركة .
رغم أنه لم يخطر ببال أحد في البداية ربط أمباركة بهذا الحدث إلا أنه بعد اتهام خديجة (عمة الفقيد) ل أمباركة أنها "سلت" ابن أخيها بدأ الشهود يظهرون من الفراغ، هذا يزعم أنه راقب أمباركة وهي تنظر إلي الفقيد نظرات حمراء نارية وهذا يحلف أيمان مغلظة أنه شاهد أمباركة بأم عينيه وهي تتحول إلي غراب يملأ سكون الليل بنعيقه ولم يعد للحي شاغل غير أمباركة وقواها الشريرة.
الوحيدة التي فوجئت بكل هذا هي أمباركة نفسها، بدت منكمشة علي نفسها نحيفة أشد ما تكون النحافة علي وجهها آثار ذعر مخلوط بنوع من التسليم والخنوع أكتسبهما وجهها من سنين الخدمة الطويلة.
أحمد سالم بالنسبة لها كان مثل الحفيد تربي علي يديها كما ربت والده وعمته وأرضعتهما مثل الكثيرين من أبناء الحي وبناته قبل أن يسمح لها سيدها أبوا أحمد سالم ( الذي ورثها عن أبيه) بترك الخدمة لكبر سنها ولكونها لم تعد تستطيع المساهمة في أعمال البيت من طبخ وجلب ماء...ومن يومها وهي تسكن في خيمة صغيرة مملوئة بالثقوب لا ترد حر الشمس ولا برد الليل، عالة علي أفراد الأسرة اللذين تربوا علي يدها الواحد تلو الآخر حيث لم يترك لها الدهر ولدا ولا بنتا بين من مات ومن بيع ومن أهدي.
أمباركة لم تستغرب مسألة واحدة هي أن الاتهام جاء من خديجة، فخديجة من أفراد العائلة كانت الوحيدة التي دوما تتذمر من كون أمباركة عالة عليهم -متناسية أنها خدمت أسرتهم أكثر من 60سنة- هي لم تسامح أمباركة أبدا أنها أرضعتها وفي نفس الوقت أرضعت ابن عمها سيدي حسنة الذي كانت تحبه وكان قد تقدم فعلا لخطبتها لكن الزواج لم يتم بسبب الرضاعة المذكورة ومن يومها وخديجة بائرة في بيت أهلها
"سلالة" "سلالة".. واصل الصغار صياحهم ولكن هذه المرة بصوت أعلي بعد أن لاح محمد محمود (مرابط اللوح وحجاب الحي) في الأفق يلبس دراعتين إحداهما زرقاء والأخرى كانت يوما بيضاء لكنها بسبب الشمس وعدم الغسيل اتخذت لونا أقرب إلي الصفرة، متحزما بحزام من الجلد وكالعادة من دون سروال .بدأ يقترب ببطء ووقار شاعرا بالأهمية التي أضفتها عليه المناسبة.
في البداية لم يكن مقتنعا بمسألة "السل" عند ما سمع بها أول مرة ولكن بعد توافد نساء الحي عليه طالبات منه أن يرقي أولادهن ضد "السل" -مقابل كل حجاب جدعة من الغنم- بدأت الفكرة تعجبه. تمتم ببعض الآيات القرآنية بعضها بصوت مسموع وبعضها بصوت أخفض ليلتفت بعد ذلك إلي رجال الحي للتشاور معهم في أمر أمباركة: كما تعلمون جميعا لا يوجد حكم شرعي واضح لمعاقبة "السلالة" ولكن يمكن قياسها علي الساحرة وتلك في الراجح تقتل. تبقي فقط طريقة القتل، في الأحياء المجاورة جرت العادة بردم السلالات وهن أحياء بعد ضربهن وتعذيبهن لنزع اعتراف منهن وتوبتهن من ما اقترفن، ولكن للأسف أمباركة لم تعترف رغم استخدام جميع الوسائل معها تزعم كل الوقت أنها ليست سلالة مما أدخل في بال البعض أنها ب الفعل قد لا تكون، ولكن كيف نكذب أحد أعيان الحي وأشرافه وإمامه الذي استخار خصيصا لهذا الأمر وثبت عنده ونصدق "أعزوز أخدم سلالة".
في الأخير اتفق رأي الجميع علي حفر حفرة جنب أحد كثبان الرمال وتقييد أمباركة ورميها فيها. أخيرا استقرت أمباركة في الحفرة لتتناثر حبات الرمال فوقها كل يحمل ما استطاع لتختفي أمباركة شيئا فشئا تحت رمال الصحراء الحارقة المنتظرة لامباركة أخري ومتأكدة أن انتظارها قد لا يطول.
فمنذ وفاة أحمد سالم إثر حمي مفاجئة ألمت به دامت فقط عدة أيام رغم أنه كان في عنفوان شبابه وجميع الأنظار موجهة إلي أمباركة .
رغم أنه لم يخطر ببال أحد في البداية ربط أمباركة بهذا الحدث إلا أنه بعد اتهام خديجة (عمة الفقيد) ل أمباركة أنها "سلت" ابن أخيها بدأ الشهود يظهرون من الفراغ، هذا يزعم أنه راقب أمباركة وهي تنظر إلي الفقيد نظرات حمراء نارية وهذا يحلف أيمان مغلظة أنه شاهد أمباركة بأم عينيه وهي تتحول إلي غراب يملأ سكون الليل بنعيقه ولم يعد للحي شاغل غير أمباركة وقواها الشريرة.
الوحيدة التي فوجئت بكل هذا هي أمباركة نفسها، بدت منكمشة علي نفسها نحيفة أشد ما تكون النحافة علي وجهها آثار ذعر مخلوط بنوع من التسليم والخنوع أكتسبهما وجهها من سنين الخدمة الطويلة.
أحمد سالم بالنسبة لها كان مثل الحفيد تربي علي يديها كما ربت والده وعمته وأرضعتهما مثل الكثيرين من أبناء الحي وبناته قبل أن يسمح لها سيدها أبوا أحمد سالم ( الذي ورثها عن أبيه) بترك الخدمة لكبر سنها ولكونها لم تعد تستطيع المساهمة في أعمال البيت من طبخ وجلب ماء...ومن يومها وهي تسكن في خيمة صغيرة مملوئة بالثقوب لا ترد حر الشمس ولا برد الليل، عالة علي أفراد الأسرة اللذين تربوا علي يدها الواحد تلو الآخر حيث لم يترك لها الدهر ولدا ولا بنتا بين من مات ومن بيع ومن أهدي.
أمباركة لم تستغرب مسألة واحدة هي أن الاتهام جاء من خديجة، فخديجة من أفراد العائلة كانت الوحيدة التي دوما تتذمر من كون أمباركة عالة عليهم -متناسية أنها خدمت أسرتهم أكثر من 60سنة- هي لم تسامح أمباركة أبدا أنها أرضعتها وفي نفس الوقت أرضعت ابن عمها سيدي حسنة الذي كانت تحبه وكان قد تقدم فعلا لخطبتها لكن الزواج لم يتم بسبب الرضاعة المذكورة ومن يومها وخديجة بائرة في بيت أهلها
"سلالة" "سلالة".. واصل الصغار صياحهم ولكن هذه المرة بصوت أعلي بعد أن لاح محمد محمود (مرابط اللوح وحجاب الحي) في الأفق يلبس دراعتين إحداهما زرقاء والأخرى كانت يوما بيضاء لكنها بسبب الشمس وعدم الغسيل اتخذت لونا أقرب إلي الصفرة، متحزما بحزام من الجلد وكالعادة من دون سروال .بدأ يقترب ببطء ووقار شاعرا بالأهمية التي أضفتها عليه المناسبة.
في البداية لم يكن مقتنعا بمسألة "السل" عند ما سمع بها أول مرة ولكن بعد توافد نساء الحي عليه طالبات منه أن يرقي أولادهن ضد "السل" -مقابل كل حجاب جدعة من الغنم- بدأت الفكرة تعجبه. تمتم ببعض الآيات القرآنية بعضها بصوت مسموع وبعضها بصوت أخفض ليلتفت بعد ذلك إلي رجال الحي للتشاور معهم في أمر أمباركة: كما تعلمون جميعا لا يوجد حكم شرعي واضح لمعاقبة "السلالة" ولكن يمكن قياسها علي الساحرة وتلك في الراجح تقتل. تبقي فقط طريقة القتل، في الأحياء المجاورة جرت العادة بردم السلالات وهن أحياء بعد ضربهن وتعذيبهن لنزع اعتراف منهن وتوبتهن من ما اقترفن، ولكن للأسف أمباركة لم تعترف رغم استخدام جميع الوسائل معها تزعم كل الوقت أنها ليست سلالة مما أدخل في بال البعض أنها ب الفعل قد لا تكون، ولكن كيف نكذب أحد أعيان الحي وأشرافه وإمامه الذي استخار خصيصا لهذا الأمر وثبت عنده ونصدق "أعزوز أخدم سلالة".
في الأخير اتفق رأي الجميع علي حفر حفرة جنب أحد كثبان الرمال وتقييد أمباركة ورميها فيها. أخيرا استقرت أمباركة في الحفرة لتتناثر حبات الرمال فوقها كل يحمل ما استطاع لتختفي أمباركة شيئا فشئا تحت رمال الصحراء الحارقة المنتظرة لامباركة أخري ومتأكدة أن انتظارها قد لا يطول.
samedi 2 mars 2013
مهلا يا هؤلاء
تنصب مبادرة لا للإباحية نفسها منذ مدة رقيبا على المجتمع بإرهاب فكري قل مثيله وكانت آخر خرجاتها رسالة تهديد ووعيد لعدة فنادق في نواكشوط تأمرها فيها بضرورة فحص شهادات زواج الأجانب قبل السماح لهم باستئجار غرف. مهلا يا هؤلاء!
لقد كنا قبل أموال الخليج وقبل نقاب الخليج وقبل وهابية الخليج مجتمعا مسلما يحترم للآخر خصوصيته ولا يرى في المرأة أداة جنسية كما ترونها بل يراها أما وصديقة وأختا وزميلة، ليتغير كل هذا منذ اليوم الأسود الذي طلعتم علينا فيه بشعاراتكم التي لا ترى في المرأة سوى شيطان ينبغي تصفيده والتي لا تجد ما تخدم به المجتمع سوى شن الحرب على الاختلاط في الأعراس والمدارس وسحب البساط من تحت الموسيقى لتترك الأشرطة حكرا على مشاييخ الوهابية.
سادتي لن تجعلوا منا دولة طالبانية ولا وهابية كبعض الدول التي لم تجن من تطرفها سوى صناعة الارهابيين وانتشار زنا المحارم واغتصاب الأطفال وحيث المرأة مجردة من جميع حقوقها بما في ذلك حق سياقة السيارة وحيث ينظر إليها ككائن عليه أن يظل ناقص الأهلية مهما أوتي من علم ومهما بلغ من العمر.
إن اختصار الأمر بالمعروف في التدخل في خصوصيات الآخرين والتضييق على الحريات الفردية وتحريم الفنون الجميلة هو أمر مردود على أصحابه.
لماذا لا نسمع هؤلاء ينددون بالأدوية المزورة التي تقتل سنويا الآلاف في مستشفياتنا؟ لم لا يتحدث هؤلاء عن ثرواتنا التي تنهب يوميا؟ عن الآلاف الذين لا يملكون فرصة للتعليم؟ عن الظلم والتهميش الذي يعاني منه جل مجتمعنا؟
إن كل همهم وهوسهم أن إحداهن أظهرت ساقها أو بعضا من شعرها أو أن أحدهم اختلى خلوة غير شرعية بإحداهن.
إنها قلوب مريضة ترى الجنس في كل شيء وترى الشهوة في كل مكان.
غضوا أبصاركم وأصلحوا قلوبكم وساهموا في بناء وطنكم بما يخدمه وسخروا طاقاتكم لرفع الظلم عن المظلومين واتركوا الناس وشأنهم فلن تقبروا معهم في قبر واحد.
لقد كنا قبل أموال الخليج وقبل نقاب الخليج وقبل وهابية الخليج مجتمعا مسلما يحترم للآخر خصوصيته ولا يرى في المرأة أداة جنسية كما ترونها بل يراها أما وصديقة وأختا وزميلة، ليتغير كل هذا منذ اليوم الأسود الذي طلعتم علينا فيه بشعاراتكم التي لا ترى في المرأة سوى شيطان ينبغي تصفيده والتي لا تجد ما تخدم به المجتمع سوى شن الحرب على الاختلاط في الأعراس والمدارس وسحب البساط من تحت الموسيقى لتترك الأشرطة حكرا على مشاييخ الوهابية.
سادتي لن تجعلوا منا دولة طالبانية ولا وهابية كبعض الدول التي لم تجن من تطرفها سوى صناعة الارهابيين وانتشار زنا المحارم واغتصاب الأطفال وحيث المرأة مجردة من جميع حقوقها بما في ذلك حق سياقة السيارة وحيث ينظر إليها ككائن عليه أن يظل ناقص الأهلية مهما أوتي من علم ومهما بلغ من العمر.
إن اختصار الأمر بالمعروف في التدخل في خصوصيات الآخرين والتضييق على الحريات الفردية وتحريم الفنون الجميلة هو أمر مردود على أصحابه.
لماذا لا نسمع هؤلاء ينددون بالأدوية المزورة التي تقتل سنويا الآلاف في مستشفياتنا؟ لم لا يتحدث هؤلاء عن ثرواتنا التي تنهب يوميا؟ عن الآلاف الذين لا يملكون فرصة للتعليم؟ عن الظلم والتهميش الذي يعاني منه جل مجتمعنا؟
إن كل همهم وهوسهم أن إحداهن أظهرت ساقها أو بعضا من شعرها أو أن أحدهم اختلى خلوة غير شرعية بإحداهن.
إنها قلوب مريضة ترى الجنس في كل شيء وترى الشهوة في كل مكان.
غضوا أبصاركم وأصلحوا قلوبكم وساهموا في بناء وطنكم بما يخدمه وسخروا طاقاتكم لرفع الظلم عن المظلومين واتركوا الناس وشأنهم فلن تقبروا معهم في قبر واحد.
jeudi 21 février 2013
معني أن تكون مستعبدا أو حرطانيا
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المستعبدين والحراطين في بلادنا وأبدي الكثير من مواطنينا عدم التفهم وكثيرا من الاستغراب لمطالب هؤلاء، وحسب الكثير من البيظان فإن العبودية لم تعد موجودة وتوجد قوانين لتجريمها، إذا لم كل هذه الضجة؟ ألم نعش في سلام طيلة قرون؟ لماذا هذا الخطاب العنصري؟ لماذا يحرق هؤلاء الكتب ويهاجموا بعض علماء البيظان؟ أليس كل هذا من الماضي؟
لإجابة هؤلاء وجب توضيح ما معني أن تكون مستبعدا وما معني أن تكون حرطانيا ؟
وعليهم وضع أنفسهم مكان الآخر لفهم الأمور بشكل أحسن.
أن تكون حرطانيا أو مستعبدا يعني أنك إنسان ناقص الحقوق بالنسبة للمجتمع وفي أسفل السلم الاجتماعي .
أن تكون حرطانيا أو مستعبدا يعني أنك خلقت للأعمال الجسدية تقوم برعي الغنم وحفر الآبار وغرس النخيل وسلخ الحيوانات.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أنك محروم من التعليم والتحصيل لا تملك حقا في الغنم التي ترعي ولا نصيبا من الارض التي تحرث.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أن دينك ناقص فلا زكاة تجب عليك ولا حج ولا جمعة وحتي ابنتك ان أردت تزويجها يمكن فسخ زواجها إن لم تشاور أسيادك وأسيادها .
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أنك لست من الفلانيين بل أنت إذا كنت محظوظا للفلانيين أما إذا لم تكن محظوظا فربعك لأهل فلان وثلثك ورثته فلانة من تركة والباقي أعطاه فلان في نذر .
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أن كل من هب ودب يمكن أن يعطيك أوامر حتى لو لم يكن يعرفك وينتظر منك فقط تنفيذها .
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أن تقوم كطفل بأعمال المنزل وشراء الحاجات أو سياقة "شارتات" بينما الاطفال الآخرون في المدرسة أو في اللهو أو للعب.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أنك إخوتك وأخواتك متفرقون بين المنازل تخدمون الآخرين وأبناءهم، يعني أن تري والدتك العزيزة يرسلها صبي لم يبلغ العاشرة لشراء الحلوي له من الدكان وتراها تحمل اطفال الآخرين وأنت لا أحد يحملك.
ان تري شباب البيظان يحترمون كل كبير ولا يدخنون أمامه إلا جدك فإنهم يملؤونه من الدخان بل يطلبون منه أعواد الكبريت بكل وقاحة.
يعني أن تعيش في مجتمع يزرع في عقلك أنك دوني وأنه لا يوجد العقل في السودان وأن هناك الكثير لا يبلغه إدراكك.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا حتى ولو كنت وزيرا أو ما شابهه تبقي في نظر المجتمع العنصري عبدا ولا يراك كفؤا لبناته.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أن تري أصدقاءك في الحي أيام الطفولة يرتقون في الوظائف وأنت تكد في نفس المكتب المتواضع منذ عشرين سنة إن كان لك مكتب.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا وتريد خدمة وطنك في الجيش فيعني أنك في الغالب تستخدم من قبل أحد الضباط تغسل الملابس، تسوق السيارة.
كل هذه الممارسات مورست وتمارس باسم الدين وبقبول ورضي من رجال الدين وعلينا أن لا نستغرب كثيرا إذا أحرق المسعبدون لحراطين كتب النخاسة فولله لو كنت مكانهم لحرقتها وزدت علي ذلك.
أخي القارئ ضع نفسك مكان هؤلاء، فكر جيدا في كل هذا الظلم علي مر السنين، في كل هذا الغبن في مجتمعنا! ماذا كنت فاعلا لو كنت مكانهم؟ هل ترضي بهذا الواقع؟ هم لم يعودوا راضين به وأي مثقف يحترم نفسه في هذا البلد لا يمكن أن يرضي به.
إخوتي الحراطين سيروا لأخذ حقوقكم وتحرير إخوتنا وإخوتكم من سلاسل العبودية والجهل من أجل موريتانيا يفخر الجميع بانتمائهم إليها، لا يظلم فيها الانسان أخاه الانسان.
هنالك فجر قادم لا محالة، الحراطين قادمون.
لإجابة هؤلاء وجب توضيح ما معني أن تكون مستبعدا وما معني أن تكون حرطانيا ؟
وعليهم وضع أنفسهم مكان الآخر لفهم الأمور بشكل أحسن.
أن تكون حرطانيا أو مستعبدا يعني أنك إنسان ناقص الحقوق بالنسبة للمجتمع وفي أسفل السلم الاجتماعي .
أن تكون حرطانيا أو مستعبدا يعني أنك خلقت للأعمال الجسدية تقوم برعي الغنم وحفر الآبار وغرس النخيل وسلخ الحيوانات.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أنك محروم من التعليم والتحصيل لا تملك حقا في الغنم التي ترعي ولا نصيبا من الارض التي تحرث.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أن دينك ناقص فلا زكاة تجب عليك ولا حج ولا جمعة وحتي ابنتك ان أردت تزويجها يمكن فسخ زواجها إن لم تشاور أسيادك وأسيادها .
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أنك لست من الفلانيين بل أنت إذا كنت محظوظا للفلانيين أما إذا لم تكن محظوظا فربعك لأهل فلان وثلثك ورثته فلانة من تركة والباقي أعطاه فلان في نذر .
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أن كل من هب ودب يمكن أن يعطيك أوامر حتى لو لم يكن يعرفك وينتظر منك فقط تنفيذها .
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أن تقوم كطفل بأعمال المنزل وشراء الحاجات أو سياقة "شارتات" بينما الاطفال الآخرون في المدرسة أو في اللهو أو للعب.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أنك إخوتك وأخواتك متفرقون بين المنازل تخدمون الآخرين وأبناءهم، يعني أن تري والدتك العزيزة يرسلها صبي لم يبلغ العاشرة لشراء الحلوي له من الدكان وتراها تحمل اطفال الآخرين وأنت لا أحد يحملك.
ان تري شباب البيظان يحترمون كل كبير ولا يدخنون أمامه إلا جدك فإنهم يملؤونه من الدخان بل يطلبون منه أعواد الكبريت بكل وقاحة.
يعني أن تعيش في مجتمع يزرع في عقلك أنك دوني وأنه لا يوجد العقل في السودان وأن هناك الكثير لا يبلغه إدراكك.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا حتى ولو كنت وزيرا أو ما شابهه تبقي في نظر المجتمع العنصري عبدا ولا يراك كفؤا لبناته.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا يعني أن تري أصدقاءك في الحي أيام الطفولة يرتقون في الوظائف وأنت تكد في نفس المكتب المتواضع منذ عشرين سنة إن كان لك مكتب.
أن تكون مستعبدا أو حرطانيا وتريد خدمة وطنك في الجيش فيعني أنك في الغالب تستخدم من قبل أحد الضباط تغسل الملابس، تسوق السيارة.
كل هذه الممارسات مورست وتمارس باسم الدين وبقبول ورضي من رجال الدين وعلينا أن لا نستغرب كثيرا إذا أحرق المسعبدون لحراطين كتب النخاسة فولله لو كنت مكانهم لحرقتها وزدت علي ذلك.
أخي القارئ ضع نفسك مكان هؤلاء، فكر جيدا في كل هذا الظلم علي مر السنين، في كل هذا الغبن في مجتمعنا! ماذا كنت فاعلا لو كنت مكانهم؟ هل ترضي بهذا الواقع؟ هم لم يعودوا راضين به وأي مثقف يحترم نفسه في هذا البلد لا يمكن أن يرضي به.
إخوتي الحراطين سيروا لأخذ حقوقكم وتحرير إخوتنا وإخوتكم من سلاسل العبودية والجهل من أجل موريتانيا يفخر الجميع بانتمائهم إليها، لا يظلم فيها الانسان أخاه الانسان.
هنالك فجر قادم لا محالة، الحراطين قادمون.
jeudi 7 février 2013
شر السلاح الأدمع
فعلها الظلاميون
مرة أخرى في تونس الحبيبة قتلوا شكري بلعيد قتلوه فقط لأنه يخالفهم الرأي قتلوه
فقط لأنه كان يحلم أن تعيش ابنتاه في تونس حرة وتقدمية قتلوه لأنه قال لا لتحويل
تونس إلى إمارة طالبانية والرجوع بها أربعة عشر قرنا إلى الوراء والقتل ليس جديدا
على هذه المجموعات الإرهابية بالأمس قتلوا فرج فوده وبالأمس القريب أفتى الغنوشي
بهدر دم العفيف الأخضر واللائحة تطول...
تجب معاقبة من
أطلق الرصاصة ولكن المجرم الفعلي هو ذلك الذي الذي وضع يده على الزناد بفتاوى تحل
دم كل من يخالفهم الرأي أنسي هؤلاء أن بلعيد ورفاقه هم من فجر الثورة في تونس ومن
دافع عنهم يوم كانوا يقبعون في سجون بن علي ؟ ربما قتلتم بلعيد لكن أفكاره
ونضالاته باقية في عقول وقلوب ملايين الشباب في تونس بل وفي الوطن العربي كله
ونضالهم سينتصر لا محالة ضد عشاق الظلام أعدا الحياة .
وفي الأخير ستنتصر
الكلمة على رصاص الغدر عشت مناضلا ومت واقفا ثابتا على مبادئك وستبقى خالدا في
أذهاننا حاضرا في وجداننا.
اعذروني لا أستطيع
أن أكمل المقال لأن الدمع غلبني وشر السلاح الأدمع
ألحُزْنُ يُقْلِقُ وَالتَجَمُّلُ يَرْدَعُ
..... وَالدّمْعُ بَيْنَهُمَا عَصِيٌّ طَيِّعُ
يَتَنَازَعانِ دُمُوعَ عَينِ مُسَهَّدٍ......
هَذا يَجيءُ بهَا وَهَذَا يَرْجِعُ
dimanche 27 janvier 2013
عسكر وعسكر سابقون!
لقد سال الكثير من الحبر تحليلا لعملية إطلاق النار على رئيس الجمهورية ولست هنا لأعضد إحدى النظريات أو أفند الأخرى، لأنما لفت انتباهي هو طغيان العسكر على المشهد السياسي كأن البلد لم ينتج نخبة من المتعلمين تمتلك رؤية لتسييره.
بدأ الأمر بإطلاق عسكري النار (حسب الرواية الرسمية) على الجنرال عزيز, هذا العسكري كأي عسكري يحترم نفسه يقود سيارة غير مجمركة يلتقي بالرئيس الذي هو كأي عسكري يحترم نفسه لا يتوقف عند نقاط التفتيش ويقود سيارة مظلمة النوافذ لينتج عن ذلك الحدث الذي يشغل بال الموريتانيين هذه الايام.
عندما وصل الجنرال إلى المستشفى العسكري منع الوزراء المدنيون من دخول المستشفى وكانت البدلة العسكرية هي سيدة الموقف. ومنذ الحادثة والجنرال غزواني هو من يسير البلاد ويلتقي السفراء ويأمر الوزراء ولم تعترض المعارضة على أي من ذلك طمعا منها أن يقوم الجنرال بانقلاب ولما لم يحدث لها ما تمنت باتت تفكر في التصعيد.
تصعيد المعارضة كان طريفا فقد طالبت فيه المؤسسة العسكرية بالتخلي عن التدخل في السياسة ولكن المفارقة انها اختارت عسكريا سابقا (في عنقه بيعة لعقيد قتل قبل أشهر) لهذه المهمة وفي الصف الامامي خلال مهرجانها أجلست مجموعة من العسكريين السابقين احتفاء بهم.
وقبل المهرجان بيوم واحد أطلق العقيد مسعود ولد بلخير نيرانا صديقة على مهرجان المعارضة بإعلانه عن مكالمة أجراها مع الجنرال ليدخل حينها في مشادة كلامية مع عسكري سابق (وصحفي حالي) أعقبها اعتذار.
في الحقيقة التواجد العسكري في المشهد السياسي صار كثيفا حتى ضعنا بين تصريحات الجنرال وخطاب المقدم واعتراف الملازم ومشادة الضابط.
على المعارضة أن تتوقف عن النفاق السياسي لأحزاب اللافتات وتريحنا من التناوب معها على رئاسة المنسقية وأن لا تكون دوما ملجأ للمغضوب عليهم والضالين.
ليسقط حكم العسكر وليسقط العسكر المعارضون للعسكر أما نحن ففي سقوط حر منذ أن دخلتم حياتنا يوم 10يوليو 78 .
الثلاثاء, 06 نوفمبر 2012
بدأ الأمر بإطلاق عسكري النار (حسب الرواية الرسمية) على الجنرال عزيز, هذا العسكري كأي عسكري يحترم نفسه يقود سيارة غير مجمركة يلتقي بالرئيس الذي هو كأي عسكري يحترم نفسه لا يتوقف عند نقاط التفتيش ويقود سيارة مظلمة النوافذ لينتج عن ذلك الحدث الذي يشغل بال الموريتانيين هذه الايام.
عندما وصل الجنرال إلى المستشفى العسكري منع الوزراء المدنيون من دخول المستشفى وكانت البدلة العسكرية هي سيدة الموقف. ومنذ الحادثة والجنرال غزواني هو من يسير البلاد ويلتقي السفراء ويأمر الوزراء ولم تعترض المعارضة على أي من ذلك طمعا منها أن يقوم الجنرال بانقلاب ولما لم يحدث لها ما تمنت باتت تفكر في التصعيد.
تصعيد المعارضة كان طريفا فقد طالبت فيه المؤسسة العسكرية بالتخلي عن التدخل في السياسة ولكن المفارقة انها اختارت عسكريا سابقا (في عنقه بيعة لعقيد قتل قبل أشهر) لهذه المهمة وفي الصف الامامي خلال مهرجانها أجلست مجموعة من العسكريين السابقين احتفاء بهم.
وقبل المهرجان بيوم واحد أطلق العقيد مسعود ولد بلخير نيرانا صديقة على مهرجان المعارضة بإعلانه عن مكالمة أجراها مع الجنرال ليدخل حينها في مشادة كلامية مع عسكري سابق (وصحفي حالي) أعقبها اعتذار.
في الحقيقة التواجد العسكري في المشهد السياسي صار كثيفا حتى ضعنا بين تصريحات الجنرال وخطاب المقدم واعتراف الملازم ومشادة الضابط.
على المعارضة أن تتوقف عن النفاق السياسي لأحزاب اللافتات وتريحنا من التناوب معها على رئاسة المنسقية وأن لا تكون دوما ملجأ للمغضوب عليهم والضالين.
ليسقط حكم العسكر وليسقط العسكر المعارضون للعسكر أما نحن ففي سقوط حر منذ أن دخلتم حياتنا يوم 10يوليو 78 .
الثلاثاء, 06 نوفمبر 2012
mercredi 23 janvier 2013
صديقي حسن
سأحدثكم اليوم عن صديقي حسن، كان حسن أحد أكثر الناس الذين عرفتهم ذكاء ونباهة، إذا كان يمكن قياس الذكاء في تلك السن المبكرة. درست أنا وحسن في نفس المحظرة القرآنية وكان أول من يحفظ لوحه رغم كثرة المهام التي كانت زوجة المرابط تكلفه بها من غسل للأطباق وحلب للأغنام إلي غير ذلك من المهام المنزلية.
عند بلوغنا سن السابعة ذهبنا إلي نفس المدرسة الابتدائية وحسن كان دوما الأول في الصف. وفي السنة الثانية كان يحفظ جميع جداول الضرب حتى الرقم 17 رغم سنه المبكرة.
لقد كنت معجبا جدا بصديقي حسن، معجبا بذكائه الخارق حتي صرت ملازما له كظله. وبسبب هذه الصداقة تعرضت للكثير من المضايقات لأنه ليس من العادات والتقاليد أن يصادق ابن زوايا مثلي حرطانيا مثل حسن، ولكن هذه المضايقات كانت محدودة لأن حسن كان يوقف أيا كان عند حده بعضلاته الصغيرة التي اكتسبها في سن مبكرة من الأعمال الشاقة التي كان يجبر علي ممارستها هنا وهناك.
عندما وصلنا للسنة الثالثة كثر تغيب حسن عن المدرسة وعند سؤالي له عن سبب تغيبه المستمر تعلل بمعاونته لوالده على إعالة اخوته الثمانية حيث ينوب عنه أحيانا في سياقة عربة "شاريت". وفي أحد الأيام اختفي حسن نهائيا من المدرسة حتي المعلم لم يعد ينادي باسمه بداية الدرس.
بعد ذلك القيت حسن في صباح أحد الايام وأنا ذاهب للمدرسة علي حماره في بداية يوم عمله، وأحسست ببعض الغيرة منه –لأنه ليس ملزما بالذهاب للمدرسة – فأنا لم أحب يوما المدرسة ولا مقاعدها، لذلك لم أتردد كثيرا عندما عرض علي مرافقته لمشاركته أحد أيام العمل. أدخلت دفاتري تحت قميصي حتى لا تسقط وصعدت علي ظهر العربة.
كان يوما من أجمل أيام طفولتي، فقد ضحكنا كثيرا ونقلنا نساء سمينات من السوق وحملنا القمامة من أمام المنازل والبضائع من وإلي المتاجر...
حسن كان يعرف المدينة جيدا بعكسي أنا الذي يعرف فقط الطريق من البيت إلي المدرسة، وحكى لي قصصا دغدغت خيالي الطفولي سنين عديدة عن قمامة النصاري المليئة بالألعاب وعن قمامة مسجد المغرب المليئة بالفواكه، وتعهد لي أن يصحبني يوما إلي تلك المناطق التي في بعضها ترمي حتى النقود.
بعد سنوات اكتشفت أن النصاري لا يرمون ألعابا ولا نقودا وأن الفواكه وراء مسجد المغرب متعفنة ولكن كل هذا لم يمنع أن يومنا كان يوما جميلا مليئا بأحلام الصغار، وعند صلاة العصر أوصلني حسن إلي منزل أهلي حيث كان الضرب بانتظاري ومنعت بعدها من ملاقاة حسن والحديث معه.
مصير حسن لم يكن أحسن من مصيري بل كان والده أشد قسوة وأكثرا "كرما" في العقاب (لأن والدي أشتكي لوالد حسن من أنه سيفسد دراستي).
بعد ذلك اليوم لم ألتق حسن إلا خلال أوقات نادرة قبل أن يختفي نهائيا من حياتي حين انتقلت أسرتي من الحي الذي كنا نسكن فيه.
الشهر الفائت التقيت حسن، في البداية لم أتعرف عليه وكان هو من تعرف علي. كنت في سوق العاصمة أحتاج من يحمل الأغراض التي أشتريتها من أحد تجار الجملة، ومع أن التاجر نادي باسم حسن إلا أن ذلك لم يثر انتباهي لأن حسن اسم شائع عندنا، ولن ملامحه تغيرت كثيرا.
الناظر إلينا معا يظنه يكبرني علي الأقل بعشرين سنة، لقد تعرف إلي من الوهلة الأولي فأنا لم أتغير كثيرا حسب قوله أما هو فظهره محني من كثرة حمل المواد الثقيلة ويداه متشققتان من عائدات الزمن، كامل جسمه هدته السنون، فقط ضحكته لم تتغير وإن كانت أصبحت مشوبة ببعض الحزن والقبول بالأمر الواقع.
عندما حاولت أن أساعده في حمل أشيائي ضحك بشدة وقال أنت لم تخلق لحمل البضائع.
كنت سعيدا بلقاء صديقي وقفنا جنب سيارتي وتحدثنا عن ذكرياتنا المشتركة وكيف ساعدني مرة في امتحان الحساب وكيف كان يشرح لي ما لم أفهم من الدروس.
عند وداعنا حاولت أن أعطيه بعض الاوراق النقدية لكنه رفض بشدة رغم فقره الشديد متعللا بأن التاجر الذي يعمل لديه يدفع له أجرته. كنت أحاول أن أشتري قدرا من راحة ضميري لكن لم أفلح حتى في ذلك.
جلست في سيارتي وشعرت بالخجل حتي الموت، شعرت بالخجل من مجتمع لا يعطي أولاده نفس الفرص في الحياة، شعرت بالأسى لأنني أعرف أنه لو توفرت لحسن نفس الفرص والرعاية التي توفرت لي لكان عالما يشار إليه بالبنان أو رياضيا لا يشق له غبار، وليس حمالا في السوق يحمل أشياء الآخرين.
أنا وحسن ولدنا في وسط فقير في نفس المستشفي في السبخة وترعرعنا في نفس الحي في الميناء ونملك نفس الجنسية الموريتانية، ولكننا لم نكن يوما متساويين.
جملته الأخيرة أوضحت كل شيء : "أنت لم تولد لتحمل شيئا ثقيلا" أما هو فولد لذلك. واصلت الجلوس ساعة كاملة في سيارتي والحزن والألم يعتصراني. علينا أن نشعر جميعا بالخجل، مجتمعنا يفقد سنويا الكثير من أبنائه الأذكياء لأنه لا يوفر لأبنائه فرصا متساوية في التعليم.
يجب علينا أن نشعر بالخزي لأننا في القرن الواحد والعشرين وما زلنا نعيش في مجتمع طبقي لا يتساوي أفراده.
يجب علينا أن نشعر بالخجل عندما نرى طفلا صغيرا يسوق حمارا أو متعلقا بمؤخرة "أتوبيس" أو يبحث في القمامة عن ما يسد به رمقه أو محتجزا في منزل يخدم مجموعة من الكسالي لا يتحرك أحدهم حتي لأخذ كوب من الماء .
يجب أن نخجل لأننا لا نحاول تغيير كل هذا وأنا أشعر بالخجل والعار لكل هذا جميعا وأشعر بالعار لانتمائي لمجتمع هذه تصرفاته.
لقد حان الوقت لتغيير مسار التاريخ، لقد حان الوقت لتعويض"الحراطين ولمعلمين..." وكل المتضررين من نظامنا الاقطاعي الطبقي البغيض.
يمكنكم أن تسموا هذا التعويض ما شئتم عنصرية إيجابية، تعويض عن ظلم مئات السنين ... وحتي ذلك الوقت أتمنى من صديقي حسن وكل حسن آخر أن يسامحوني
عند بلوغنا سن السابعة ذهبنا إلي نفس المدرسة الابتدائية وحسن كان دوما الأول في الصف. وفي السنة الثانية كان يحفظ جميع جداول الضرب حتى الرقم 17 رغم سنه المبكرة.
لقد كنت معجبا جدا بصديقي حسن، معجبا بذكائه الخارق حتي صرت ملازما له كظله. وبسبب هذه الصداقة تعرضت للكثير من المضايقات لأنه ليس من العادات والتقاليد أن يصادق ابن زوايا مثلي حرطانيا مثل حسن، ولكن هذه المضايقات كانت محدودة لأن حسن كان يوقف أيا كان عند حده بعضلاته الصغيرة التي اكتسبها في سن مبكرة من الأعمال الشاقة التي كان يجبر علي ممارستها هنا وهناك.
عندما وصلنا للسنة الثالثة كثر تغيب حسن عن المدرسة وعند سؤالي له عن سبب تغيبه المستمر تعلل بمعاونته لوالده على إعالة اخوته الثمانية حيث ينوب عنه أحيانا في سياقة عربة "شاريت". وفي أحد الأيام اختفي حسن نهائيا من المدرسة حتي المعلم لم يعد ينادي باسمه بداية الدرس.
بعد ذلك القيت حسن في صباح أحد الايام وأنا ذاهب للمدرسة علي حماره في بداية يوم عمله، وأحسست ببعض الغيرة منه –لأنه ليس ملزما بالذهاب للمدرسة – فأنا لم أحب يوما المدرسة ولا مقاعدها، لذلك لم أتردد كثيرا عندما عرض علي مرافقته لمشاركته أحد أيام العمل. أدخلت دفاتري تحت قميصي حتى لا تسقط وصعدت علي ظهر العربة.
كان يوما من أجمل أيام طفولتي، فقد ضحكنا كثيرا ونقلنا نساء سمينات من السوق وحملنا القمامة من أمام المنازل والبضائع من وإلي المتاجر...
حسن كان يعرف المدينة جيدا بعكسي أنا الذي يعرف فقط الطريق من البيت إلي المدرسة، وحكى لي قصصا دغدغت خيالي الطفولي سنين عديدة عن قمامة النصاري المليئة بالألعاب وعن قمامة مسجد المغرب المليئة بالفواكه، وتعهد لي أن يصحبني يوما إلي تلك المناطق التي في بعضها ترمي حتى النقود.
بعد سنوات اكتشفت أن النصاري لا يرمون ألعابا ولا نقودا وأن الفواكه وراء مسجد المغرب متعفنة ولكن كل هذا لم يمنع أن يومنا كان يوما جميلا مليئا بأحلام الصغار، وعند صلاة العصر أوصلني حسن إلي منزل أهلي حيث كان الضرب بانتظاري ومنعت بعدها من ملاقاة حسن والحديث معه.
مصير حسن لم يكن أحسن من مصيري بل كان والده أشد قسوة وأكثرا "كرما" في العقاب (لأن والدي أشتكي لوالد حسن من أنه سيفسد دراستي).
بعد ذلك اليوم لم ألتق حسن إلا خلال أوقات نادرة قبل أن يختفي نهائيا من حياتي حين انتقلت أسرتي من الحي الذي كنا نسكن فيه.
الشهر الفائت التقيت حسن، في البداية لم أتعرف عليه وكان هو من تعرف علي. كنت في سوق العاصمة أحتاج من يحمل الأغراض التي أشتريتها من أحد تجار الجملة، ومع أن التاجر نادي باسم حسن إلا أن ذلك لم يثر انتباهي لأن حسن اسم شائع عندنا، ولن ملامحه تغيرت كثيرا.
الناظر إلينا معا يظنه يكبرني علي الأقل بعشرين سنة، لقد تعرف إلي من الوهلة الأولي فأنا لم أتغير كثيرا حسب قوله أما هو فظهره محني من كثرة حمل المواد الثقيلة ويداه متشققتان من عائدات الزمن، كامل جسمه هدته السنون، فقط ضحكته لم تتغير وإن كانت أصبحت مشوبة ببعض الحزن والقبول بالأمر الواقع.
عندما حاولت أن أساعده في حمل أشيائي ضحك بشدة وقال أنت لم تخلق لحمل البضائع.
كنت سعيدا بلقاء صديقي وقفنا جنب سيارتي وتحدثنا عن ذكرياتنا المشتركة وكيف ساعدني مرة في امتحان الحساب وكيف كان يشرح لي ما لم أفهم من الدروس.
عند وداعنا حاولت أن أعطيه بعض الاوراق النقدية لكنه رفض بشدة رغم فقره الشديد متعللا بأن التاجر الذي يعمل لديه يدفع له أجرته. كنت أحاول أن أشتري قدرا من راحة ضميري لكن لم أفلح حتى في ذلك.
جلست في سيارتي وشعرت بالخجل حتي الموت، شعرت بالخجل من مجتمع لا يعطي أولاده نفس الفرص في الحياة، شعرت بالأسى لأنني أعرف أنه لو توفرت لحسن نفس الفرص والرعاية التي توفرت لي لكان عالما يشار إليه بالبنان أو رياضيا لا يشق له غبار، وليس حمالا في السوق يحمل أشياء الآخرين.
أنا وحسن ولدنا في وسط فقير في نفس المستشفي في السبخة وترعرعنا في نفس الحي في الميناء ونملك نفس الجنسية الموريتانية، ولكننا لم نكن يوما متساويين.
جملته الأخيرة أوضحت كل شيء : "أنت لم تولد لتحمل شيئا ثقيلا" أما هو فولد لذلك. واصلت الجلوس ساعة كاملة في سيارتي والحزن والألم يعتصراني. علينا أن نشعر جميعا بالخجل، مجتمعنا يفقد سنويا الكثير من أبنائه الأذكياء لأنه لا يوفر لأبنائه فرصا متساوية في التعليم.
يجب علينا أن نشعر بالخزي لأننا في القرن الواحد والعشرين وما زلنا نعيش في مجتمع طبقي لا يتساوي أفراده.
يجب علينا أن نشعر بالخجل عندما نرى طفلا صغيرا يسوق حمارا أو متعلقا بمؤخرة "أتوبيس" أو يبحث في القمامة عن ما يسد به رمقه أو محتجزا في منزل يخدم مجموعة من الكسالي لا يتحرك أحدهم حتي لأخذ كوب من الماء .
يجب أن نخجل لأننا لا نحاول تغيير كل هذا وأنا أشعر بالخجل والعار لكل هذا جميعا وأشعر بالعار لانتمائي لمجتمع هذه تصرفاته.
لقد حان الوقت لتغيير مسار التاريخ، لقد حان الوقت لتعويض"الحراطين ولمعلمين..." وكل المتضررين من نظامنا الاقطاعي الطبقي البغيض.
يمكنكم أن تسموا هذا التعويض ما شئتم عنصرية إيجابية، تعويض عن ظلم مئات السنين ... وحتي ذلك الوقت أتمنى من صديقي حسن وكل حسن آخر أن يسامحوني
Mein Freund Hassan
Ich möchte Euch von meinem Freund Hassan erzählen. Hassan war einer der intelligentesten Menschen, dem ich je begegnet bin (wenn man das in jungen Jahren überhaupt schon so feststellen kann). Wir gingen in dieselbe Koranschule. Hassan war immer der Erste, der mit Auswendiglernen fertig war, obwohl er die ganze Zeit von der Frau des Marabus hin und her geschickt wurde um ihr einen Teller zu geben oder die Ziegen zu melken. Als wir sechs Jahre alt waren, gingen wir in dieselbe Grundschule. Hassan war immer der Erste der Klasse, er konnte in der zweiten Klasse 17 mal 17 auswendig im Kopf rechnen. Ich war so begeistert von meinem Freund Hassan und seiner Intelligenz, dass ich zu seinem zweiten Schatten wurde. Wegen dieser Freundschaft wurde ich in der Schule gehänselt, denn es war nicht schicklich sich mit einem Hartani anzufreunden, aber mir war das egal. Hassan konnte sowieso mit jedem fertig werden, da er durch die ganze Arbeit die er mit seinen 8 Jahren schon verrichtete, für sein Alter sehr viele Muskeln hatte.
Als wir in die dritte Klasse gingen, war Hassan immer weniger in der Schule. Wenn ich fragte warum, antwortete er, dass er einen Eselkarre fahre um seinem Vater zu helfen seine neun Geschwister zu ernähren. Irgendwann kam er gar nicht mehr zur Schule. Ich begegnete ihm eines Tages auf seinem Esel, zusammen mit seinem ständigen Begleiter und vielleicht auch seinem einzigen Freund, Rocky (der Hund wurde später vom Militär erschossen während einer ihrer Töttungskampagnien, wie mir Hassan Jahrzehnte später, mit Tränen im Augen, berichtete). Ich beneidete ihn dafür, dass er nicht zur Schule gehen musste. Ich habe die Schule nie richtig gemocht, bis heute nicht, deshalb zögerte ich auch nicht lange, als er mir anbot auf seinen Karren mitaufzusteigen um eine Runde zu drehen. Ich steckte mein Heft unter mein T-Shirt in meine Hose und stieg auf. Es war einer der schönsten Tage meines Kinderlebens, der Tag als ich meinen Freund bei der Arbeit begleitete. Wir haben viel gelacht, wir haben dicke Frauen zum Markt gefahren und den Müll der Leute entsorgt. Hassan kannte sich sehr gut aus in der Stadt, im Gegensatz zu mir der nur die Strecke von meinem Zuhause zur Schule ging. Ich bekam immer größere Augen, er erzählte mir Sachen die meine Fantasie über Jahre beschäftigten, er berichtete über Nasranis die Spiele wegwerfen, wertvolle Sachen und sogar Geld. Er schwor mir, dass hinter der französischen Botschaft eine Mülldeponie gäbe, wo alles zu finden wäre und versprach mir mich eines Tages dorthin zu begleiten. Er schwärmte von dem marokkanischen Markt, wo sie Obst einfach wegwerfen und wo man sich an Mangos satt essen könne. Jahre später entdeckte ich dass die Franzosen kein Geld wegwerfen und dass, das Obst nur vergammeltes Obst war, aber wie gesagt meine Fantasie haben seine Worte angeregt. Als dieser schöne traumhafte Tag (wie er nur von Kindern empfunden werden kann) sich zu Ende neigte, fuhr mich Hassan nach Hause, wo auf mich Prügel warteten und mir jeder Umgang mit Hassan untersagt wurde. Hassan erlitt dasselbe Schicksal, wenn auch die Prügel seines Vater mit großzügiger und grausamer waren, als die von meinem (mein Vater hatte sich bei Hassans Vater Beschwert, dass sein Junge mich von der Schule fernhielt, was ja nicht stimmte).
Von dem Tag an haben wir uns aus den Augen verloren, da meine Familie von dem Viertel wegzog. Letzten Monat habe ich Hassan wieder getroffen. Am Anfang habe ich ihn gar nicht erkannt, er aber mich. Ich brauchte jemanden der meine Sachen trug, die ich bei einem Händler gekauft hatte, der Besitzer rief seinen Namen - was meine Aufmerksamkeit nicht erregte, da es ein sehr geläufiger Name ist. Er ist gealtert, die Jahre haben ihre Spuren hinterlassen, er sieht mindestens 20 Jahre älter aus als ich. Mich hat er sofort erkannt, ich hätte gar nicht verändert meinte er. Mein Freund Hassan hat einen gebeugten Rücken vom vielen Tragen gebeugt, seine Hände sind voller Schwielen und haben eine Hornhaut, wie sie bei anderen Menschen an den Füßen vorkommt, sein Körper ist Zerfallen durch die Harte Arbeit. Aber sein Lächeln war dasselbe nur ein wenig trauriger. Er hat sein Schicksal akzeptiert. Als ich ihm beim Tragen helfen wollte, hat er nur gelacht und gemeint du bist nicht zum Tragen geboren. Ich habe mich sehr gefreut meinen Freund nach so langer Zeit zu sehen, wir standen neben meinem Auto und plauderten, wir erinnerten uns gemeinsam daran, wie er mir bei den Hausaugaben geholfen hat oder wie er mir einmal bei einer Prüfung einen Zettel mit den Lösungen zugesteckt hat. Beim Abschied wollte ich ihn paar Geldscheine in die Hand drücken, ich wollte mein Gewissen freikaufen. Doch trotz seiner Armut wollte er mein Geld nicht, er sagte der Service ist schon vom Geschäft bezahlt worden und er würde sowieso nichts von mir nehmen um einen kleinen Sack zu tragen.
Ich saß in meinem Auto und habe mich zu Tode geschämt. Ich schäme mich dafür einer Gesellschafft anzugehören, die nicht allen ihren Kindern die gleichen Chancen im Leben gibt. Ich schäme mich, weil ich wusste, wenn der Hassan, mein kluger Hassan, die gleichen Chancen, wie ich sie hatte, gekriegt hätte, dann wäre er ein großer Wissenschaftler, ein berühmter Mathematiker und auf keinen Fall ein Träger im Markt geworden. Wir kamen beide aus einfachen Verhältnissen, im selben Krankenhaus sind wir geboren (im Sebkha), besitzen die gleiche Nationalität, aber dennoch waren wir nie gleich. Sein Satz sagte alles: Du bist nicht geboren zum Tragen. Er schon. Ich saß fast eine Stunde hinter dem Lenkrad ohne zu fahren, ich war voller Traurigkeit und Bitterkeit.
Wir sollten uns alle Schämen, denn unsere Gesellschafft verliert jährlich so viele intelligente Menschen weil sie diesen Kindern keine vernünftige Bildung geben kann. Wir sollten uns schämen, weil wir in einer Gesellschafft leben die im 21. Jahrhundert immer noch in einem veralteten Kastensystem verharrt. Wir sollten uns schämen jedes mal wenn wir einen kleinen Hassan auf seinem Eselkarren sehen oder einen Hassan der im Müll wühlt erblicken oder von einen Hassan der bei uns im Haushalt arbeitet bedient werden. Wir sollten uns schämen, dafür dass wir nicht versuchen es zu ändern. Ich schäme mich für uns, ich schäme mich dafür unserer Gesellschafft anzugehören.
Es ist an der Zeit unsere Geschichte zu verändern ,die Ex-Sklaven , die Griots ,die Schmiede und alle die Kasten die Jahrhunderte unterdrückt wurden zu entschädigen , ihr könnt es nennen wir ihr wollt positive Diskriminierung ,Kastenentschädigung, irgendwas, dass die Jahrhunderte Benachteiligung , die diese Gruppen erfahren haben zu mildern
Bis dahin Hassan und alle die anderen Hassans bitte verzeiht mir.
Als wir in die dritte Klasse gingen, war Hassan immer weniger in der Schule. Wenn ich fragte warum, antwortete er, dass er einen Eselkarre fahre um seinem Vater zu helfen seine neun Geschwister zu ernähren. Irgendwann kam er gar nicht mehr zur Schule. Ich begegnete ihm eines Tages auf seinem Esel, zusammen mit seinem ständigen Begleiter und vielleicht auch seinem einzigen Freund, Rocky (der Hund wurde später vom Militär erschossen während einer ihrer Töttungskampagnien, wie mir Hassan Jahrzehnte später, mit Tränen im Augen, berichtete). Ich beneidete ihn dafür, dass er nicht zur Schule gehen musste. Ich habe die Schule nie richtig gemocht, bis heute nicht, deshalb zögerte ich auch nicht lange, als er mir anbot auf seinen Karren mitaufzusteigen um eine Runde zu drehen. Ich steckte mein Heft unter mein T-Shirt in meine Hose und stieg auf. Es war einer der schönsten Tage meines Kinderlebens, der Tag als ich meinen Freund bei der Arbeit begleitete. Wir haben viel gelacht, wir haben dicke Frauen zum Markt gefahren und den Müll der Leute entsorgt. Hassan kannte sich sehr gut aus in der Stadt, im Gegensatz zu mir der nur die Strecke von meinem Zuhause zur Schule ging. Ich bekam immer größere Augen, er erzählte mir Sachen die meine Fantasie über Jahre beschäftigten, er berichtete über Nasranis die Spiele wegwerfen, wertvolle Sachen und sogar Geld. Er schwor mir, dass hinter der französischen Botschaft eine Mülldeponie gäbe, wo alles zu finden wäre und versprach mir mich eines Tages dorthin zu begleiten. Er schwärmte von dem marokkanischen Markt, wo sie Obst einfach wegwerfen und wo man sich an Mangos satt essen könne. Jahre später entdeckte ich dass die Franzosen kein Geld wegwerfen und dass, das Obst nur vergammeltes Obst war, aber wie gesagt meine Fantasie haben seine Worte angeregt. Als dieser schöne traumhafte Tag (wie er nur von Kindern empfunden werden kann) sich zu Ende neigte, fuhr mich Hassan nach Hause, wo auf mich Prügel warteten und mir jeder Umgang mit Hassan untersagt wurde. Hassan erlitt dasselbe Schicksal, wenn auch die Prügel seines Vater mit großzügiger und grausamer waren, als die von meinem (mein Vater hatte sich bei Hassans Vater Beschwert, dass sein Junge mich von der Schule fernhielt, was ja nicht stimmte).
Von dem Tag an haben wir uns aus den Augen verloren, da meine Familie von dem Viertel wegzog. Letzten Monat habe ich Hassan wieder getroffen. Am Anfang habe ich ihn gar nicht erkannt, er aber mich. Ich brauchte jemanden der meine Sachen trug, die ich bei einem Händler gekauft hatte, der Besitzer rief seinen Namen - was meine Aufmerksamkeit nicht erregte, da es ein sehr geläufiger Name ist. Er ist gealtert, die Jahre haben ihre Spuren hinterlassen, er sieht mindestens 20 Jahre älter aus als ich. Mich hat er sofort erkannt, ich hätte gar nicht verändert meinte er. Mein Freund Hassan hat einen gebeugten Rücken vom vielen Tragen gebeugt, seine Hände sind voller Schwielen und haben eine Hornhaut, wie sie bei anderen Menschen an den Füßen vorkommt, sein Körper ist Zerfallen durch die Harte Arbeit. Aber sein Lächeln war dasselbe nur ein wenig trauriger. Er hat sein Schicksal akzeptiert. Als ich ihm beim Tragen helfen wollte, hat er nur gelacht und gemeint du bist nicht zum Tragen geboren. Ich habe mich sehr gefreut meinen Freund nach so langer Zeit zu sehen, wir standen neben meinem Auto und plauderten, wir erinnerten uns gemeinsam daran, wie er mir bei den Hausaugaben geholfen hat oder wie er mir einmal bei einer Prüfung einen Zettel mit den Lösungen zugesteckt hat. Beim Abschied wollte ich ihn paar Geldscheine in die Hand drücken, ich wollte mein Gewissen freikaufen. Doch trotz seiner Armut wollte er mein Geld nicht, er sagte der Service ist schon vom Geschäft bezahlt worden und er würde sowieso nichts von mir nehmen um einen kleinen Sack zu tragen.
Ich saß in meinem Auto und habe mich zu Tode geschämt. Ich schäme mich dafür einer Gesellschafft anzugehören, die nicht allen ihren Kindern die gleichen Chancen im Leben gibt. Ich schäme mich, weil ich wusste, wenn der Hassan, mein kluger Hassan, die gleichen Chancen, wie ich sie hatte, gekriegt hätte, dann wäre er ein großer Wissenschaftler, ein berühmter Mathematiker und auf keinen Fall ein Träger im Markt geworden. Wir kamen beide aus einfachen Verhältnissen, im selben Krankenhaus sind wir geboren (im Sebkha), besitzen die gleiche Nationalität, aber dennoch waren wir nie gleich. Sein Satz sagte alles: Du bist nicht geboren zum Tragen. Er schon. Ich saß fast eine Stunde hinter dem Lenkrad ohne zu fahren, ich war voller Traurigkeit und Bitterkeit.
Wir sollten uns alle Schämen, denn unsere Gesellschafft verliert jährlich so viele intelligente Menschen weil sie diesen Kindern keine vernünftige Bildung geben kann. Wir sollten uns schämen, weil wir in einer Gesellschafft leben die im 21. Jahrhundert immer noch in einem veralteten Kastensystem verharrt. Wir sollten uns schämen jedes mal wenn wir einen kleinen Hassan auf seinem Eselkarren sehen oder einen Hassan der im Müll wühlt erblicken oder von einen Hassan der bei uns im Haushalt arbeitet bedient werden. Wir sollten uns schämen, dafür dass wir nicht versuchen es zu ändern. Ich schäme mich für uns, ich schäme mich dafür unserer Gesellschafft anzugehören.
Es ist an der Zeit unsere Geschichte zu verändern ,die Ex-Sklaven , die Griots ,die Schmiede und alle die Kasten die Jahrhunderte unterdrückt wurden zu entschädigen , ihr könnt es nennen wir ihr wollt positive Diskriminierung ,Kastenentschädigung, irgendwas, dass die Jahrhunderte Benachteiligung , die diese Gruppen erfahren haben zu mildern
Bis dahin Hassan und alle die anderen Hassans bitte verzeiht mir.
mardi 22 janvier 2013
حيرتمونا يا علماء!
قبل أيام أطلقت مجموعة ممن يسمون أنفسهم العلماء، فتوى يحلون فيها دم من يخالفهم الرأي. وقبل أن تتعالى على الأصوات بأن "لحوم العلماء مسمومة" عليكم أولا أن تُعرفوا لي من هو العالم؟ هل أصدر أحد هؤلاء مؤلفا؟ هل قام أحدهم ببحوث واستنباطات في الفقه الاسلامي؟ أم أنهم فقط خبراء في الحذف واللصق وتلامذة نجباء للفقيه جوجل؟
متى يمكن أن نصف الانسان بأنه عالم؟ هل كل من خرج 3 أيام مع الدعاة وأطال لحيته وأقصر جلبابه يعتبر عالما؟ أم هي صفة وراثية محتكرة فقط لأبناء الزوايا؟ هل كل من يحفظ آيات من القرآن وأطرافا من مختصر خليل هو عالم؟ أم هي مهنة تكتسب فقط ب"الترشة"؟ وهل يبقى لحم "العالم" مسموما حتى ولو أفتى بما لا يفهم؟ وأيهم أفتك سما: لحوم العلماء أم دماء المسلمين؟
أنا يا إخوتي حائر في أي الفتاوى أتبع! هل أتبع من يفتي بحرمة معونة فرنسا ويعتبرها كافرة وغازية؟ أم من يفتي بواجب قتال الجماعات المسلحة من علماء مالي ويعتبر هذه الجماعات مرتدة وجائرة؟
حتى هذه الجماعات المتطرفة نفسها لو تركتها فرنسا لأهلكت بعضها بعضا. شعارها المعلن تطبيق شرع الله ولكن جهادهم فقط من أجل مصالحهم الضيقة ومناطق تهريبهم الواسعة. ولذلك تراهم مجموعات لا يرضى أحدهم بالآخر زعيما ولو كان هدفهم إعلاء كلمة الله فقط لاتحدوا. ليصادفك أنصار الدين وتنظيم القاعدة والتوحيد والجهاد والملثمون والموقعون بالدم والموقعون ب "أعزكم الله"!
والله لقد حيرتمونا نحن "الدهماء": أي هؤلاء العلماء نتبع؟ لقد اختلط علينا الأمر بعد أن صارت مهنة عالم مهنة من لا مهنة له. وهذا يقودنا إلى مجال آخر صار مهنة من لا مهنة له وهو صحافتنا الموقرة. فهم كذلك فيهم المفتون المتيقنون من فتاويهم. مسلحو مالي بالنسبة لهم مجاهدون وقتلاهم شهداء، هكذا بكل بساطة!
وتحرير مالي لشمالها هو "حملة سليبية"! أنا لا أمزح فأحد المواقع كتبها هكذا وأظنه يقصد "صليبية" والله أعلم! وأظنه لم يطالع الأخبار منذ مدة ليكتشف أن فرنسا فارقت الصليب منذ الثورة الفرنسية واستبدلته بآلهة آخرين هم الذهب والبترول واليورانيوم... وأظن –والله أعلم- أن حربها قد تكون لأجل عيون أحد هذه الآلهة.
موقع آخر يتحدث عن نزوح المئات من الماليين وتشريدهم! إخوتي هذا ليس خبر جديدا، ففي مخيم امبيره قرب باسكنو يعيش منذ أكثر من سنة 100 الف لاجئ مالي شردتهم جماعات القتل والنهب والتكفير.
على "الهابا" تحمل مسؤوليتها حتى لا تكون صحافتنا أبواقا للارهابيين، أم ستقول هي الأخرى بأن لحوم الصحافة مسمومة؟ فقط لحومنا نحن ودماؤنا ودماء جنودنا حلال طيب لكل من هب ودب، فتفضلوا يا سادتي: شهية طيبة!
متى يمكن أن نصف الانسان بأنه عالم؟ هل كل من خرج 3 أيام مع الدعاة وأطال لحيته وأقصر جلبابه يعتبر عالما؟ أم هي صفة وراثية محتكرة فقط لأبناء الزوايا؟ هل كل من يحفظ آيات من القرآن وأطرافا من مختصر خليل هو عالم؟ أم هي مهنة تكتسب فقط ب"الترشة"؟ وهل يبقى لحم "العالم" مسموما حتى ولو أفتى بما لا يفهم؟ وأيهم أفتك سما: لحوم العلماء أم دماء المسلمين؟
أنا يا إخوتي حائر في أي الفتاوى أتبع! هل أتبع من يفتي بحرمة معونة فرنسا ويعتبرها كافرة وغازية؟ أم من يفتي بواجب قتال الجماعات المسلحة من علماء مالي ويعتبر هذه الجماعات مرتدة وجائرة؟
حتى هذه الجماعات المتطرفة نفسها لو تركتها فرنسا لأهلكت بعضها بعضا. شعارها المعلن تطبيق شرع الله ولكن جهادهم فقط من أجل مصالحهم الضيقة ومناطق تهريبهم الواسعة. ولذلك تراهم مجموعات لا يرضى أحدهم بالآخر زعيما ولو كان هدفهم إعلاء كلمة الله فقط لاتحدوا. ليصادفك أنصار الدين وتنظيم القاعدة والتوحيد والجهاد والملثمون والموقعون بالدم والموقعون ب "أعزكم الله"!
والله لقد حيرتمونا نحن "الدهماء": أي هؤلاء العلماء نتبع؟ لقد اختلط علينا الأمر بعد أن صارت مهنة عالم مهنة من لا مهنة له. وهذا يقودنا إلى مجال آخر صار مهنة من لا مهنة له وهو صحافتنا الموقرة. فهم كذلك فيهم المفتون المتيقنون من فتاويهم. مسلحو مالي بالنسبة لهم مجاهدون وقتلاهم شهداء، هكذا بكل بساطة!
وتحرير مالي لشمالها هو "حملة سليبية"! أنا لا أمزح فأحد المواقع كتبها هكذا وأظنه يقصد "صليبية" والله أعلم! وأظنه لم يطالع الأخبار منذ مدة ليكتشف أن فرنسا فارقت الصليب منذ الثورة الفرنسية واستبدلته بآلهة آخرين هم الذهب والبترول واليورانيوم... وأظن –والله أعلم- أن حربها قد تكون لأجل عيون أحد هذه الآلهة.
موقع آخر يتحدث عن نزوح المئات من الماليين وتشريدهم! إخوتي هذا ليس خبر جديدا، ففي مخيم امبيره قرب باسكنو يعيش منذ أكثر من سنة 100 الف لاجئ مالي شردتهم جماعات القتل والنهب والتكفير.
على "الهابا" تحمل مسؤوليتها حتى لا تكون صحافتنا أبواقا للارهابيين، أم ستقول هي الأخرى بأن لحوم الصحافة مسمومة؟ فقط لحومنا نحن ودماؤنا ودماء جنودنا حلال طيب لكل من هب ودب، فتفضلوا يا سادتي: شهية طيبة!
رد على الفقيه ولد مزيد
في فتوى مثيرة للدهشة يتذكر الفقيه إخوانه المسلمين في مالي من الإرهابيين ويأمر بمناصرتهم، فأي ضحك على الذقون هذا؟ أين كنت عندما اعتدت هذه العصابات على القرى الآمنة في مالي وشردت الأسر وهدمت الأضرحة ؟ أين كنت عندما جوعوا أهلنا في مالي وقطعوا أرزاقهم وقطعوا أيديهم وجلدوهم؟
أين كنت عندما قتل جنودنا في لمغيطي والغلاوية؟ أين كنت يوم خطفت هذه العصابات سواحا مسالمين فوق أراضينا؟ وقتلت آخرين؟ أتناصرهم فقط لأن لهم لحى ويتشدقون بآيات يؤولونها بحسب أهوائهم وأمزجتهم؟
عصابات القتل والسرقة هذه سرطان في المنطقة أكبر همها فدية تغنمها أو بضاعة تهربها، يخوفون الآمن وينشرون الرعب ويغررون بالشباب.
وبرأيك من يغزو من؟ هم غزوا مالي الشقيقة وقتلوا جنودها المسلمين لم لا تتعاطف معهم؟ ألأنهم سود؟ عجبا لك تجعلنا نحن الخارجين على هذه الفئة الضالة لتقلب الآية؟ ما هذا المنطق الاعوج؟
طالما يعتلى أمثال هذا الفقيه المنابر ويروجون للإرهاب نهارا جهارا ولا يوجد من يتصدى لهم من العلماء ولا أصحاب الرأي، فقولوا للتسامح وداعا!
ولكن لما الاستغراب ونحن نرى بعض الجرائد والمواقع الالكترونية تصف هؤلاء الارهابيين بالمجاهدين؟ هم إرهابيون اذا هاجمونا ومجاهدون اذا هاجموا الآخرين؟
ما ضر الاسلام أكثر من هذا ومن ألئك فقد شوهوا صورته السمحة كدين رحمة ليجعلوا منه دين قتل وقطع وحرق و اختطاف...
أين كنت عندما قتل جنودنا في لمغيطي والغلاوية؟ أين كنت يوم خطفت هذه العصابات سواحا مسالمين فوق أراضينا؟ وقتلت آخرين؟ أتناصرهم فقط لأن لهم لحى ويتشدقون بآيات يؤولونها بحسب أهوائهم وأمزجتهم؟
عصابات القتل والسرقة هذه سرطان في المنطقة أكبر همها فدية تغنمها أو بضاعة تهربها، يخوفون الآمن وينشرون الرعب ويغررون بالشباب.
وبرأيك من يغزو من؟ هم غزوا مالي الشقيقة وقتلوا جنودها المسلمين لم لا تتعاطف معهم؟ ألأنهم سود؟ عجبا لك تجعلنا نحن الخارجين على هذه الفئة الضالة لتقلب الآية؟ ما هذا المنطق الاعوج؟
طالما يعتلى أمثال هذا الفقيه المنابر ويروجون للإرهاب نهارا جهارا ولا يوجد من يتصدى لهم من العلماء ولا أصحاب الرأي، فقولوا للتسامح وداعا!
ولكن لما الاستغراب ونحن نرى بعض الجرائد والمواقع الالكترونية تصف هؤلاء الارهابيين بالمجاهدين؟ هم إرهابيون اذا هاجمونا ومجاهدون اذا هاجموا الآخرين؟
ما ضر الاسلام أكثر من هذا ومن ألئك فقد شوهوا صورته السمحة كدين رحمة ليجعلوا منه دين قتل وقطع وحرق و اختطاف...
تنظيف المنسقية
"هناك طريقتان لجعل السياسة مهنة: إما أن تعيش للسياسة أو أن تتعيش منها" ماكس فيبر.
إذا كانت المنسقية جادة في محاولاتها تخليصنا من نظام الفساد الذي يجثم على صدورنا منذ قرابة 34 سنة، فعليها أن تبدأ أولا بتنظيف وتنظيم صفوفها.
غالبية الشعب الموريتاني تتألم وتتمنى تغيير الأحوال وهي معارضة بطبيعتها للسياسات غير المدروسة للحكومات المتعاقبة وتستنكر النهب المنظم لثروات هذا البلد، لكن المنسقية لم تستغل حتى الآن هذا الغضب الشعبي العارم وتوجهه لاسترداد حلمنا الديمقراطي المفقود.
ويحق لنا أن نتساءل لماذا لم تفلح المنسقية في استغلال حالة عدم الرضى الموجودة في الشارع؟ ألم يحن للمنسقية أن تراجع سياساتها؟ الم يثبت التحالف مع أحزاب الحقائب والأشخاص فشله ويمنع المنسقية من ديناميكية هي في أشد الحاجة إليها ليضيع الوقت في النقاش والاجتماعات مع أشخاص لا تأثير حقيقي لديهم في الشارع وأحزاب ليس لها وجود خارج مقراتها إن وجدت؟
أليس الأحرى دعوة هؤلاء للاندماج في أحد الأحزاب الكبرى أو استغناء المنسقية عنهم؟ وبهذا نكسب الكثير من الوقت والجهد نحن بأشد الحاجة إليهما، أم أن السادة الرؤساء لا يريد أي منهم أن يتنازل عن لقب "السيد الرئيس" ويضحي به من أجل وطن على حافة الانهيار؟
في الآونة الأخيرة لوحظ بروز جهاز بيروقراطي في المنسقية يستفيد من تسيير المهرجانات والمسيرات وهذا الجهاز هو الذي دفع بشدة لتنظيم المهرجان الأخير الذي كان كارثيا بكل المقاييس (فقط ليستفيد بعضهم من سعر لافتة أو ليترات من البنزين!)، مهرجان كان ينبغي التحضير له جيدا بعد الاستقبال الحاشد للجنرال من طرف الموظفين المسوقين بالعصي والجماهير المدفوعة الثمن.
جمهور المعارضة لا يحتاج باصات نقل ولا يحتاج لافتات كبرى، يحتاج فقط أن تثبتوا له أنكم تريدون تغييرا حقيقيا وهذا لن يتحقق ما دمتم تتحالفون مع رموز الفساد وتحابون على حساب الوطن. إنه لمن دواعي التهكم أن ننتقد ما آل إليه حال البلد من على منصة ونحن محاطون بأشخاص ساهموا في إيصالنا إلى ما نحن فيه.
ثقوا في جماهيركم، فهي لا تأتي لأن فلانا أو علانا حضر، بل تأتي يحدوها الأمل في التغيير والإيمان بموريتانيا ذات غد أفضل.
بدون كل هذا لن يتحقق شعار الرحيل، بل من سيرحل هم نحن الشباب بحثا عن لقمة عيش في الخارج وسيرحل الشيوخ والمرضى إلى باريهم إذ لا صحة موفرة لهم وسترحل ثرواتنا من نحاس وذهب وحديد وسمك، إلى حسابات في الخارج.
إذا كانت المنسقية جادة في محاولاتها تخليصنا من نظام الفساد الذي يجثم على صدورنا منذ قرابة 34 سنة، فعليها أن تبدأ أولا بتنظيف وتنظيم صفوفها.
غالبية الشعب الموريتاني تتألم وتتمنى تغيير الأحوال وهي معارضة بطبيعتها للسياسات غير المدروسة للحكومات المتعاقبة وتستنكر النهب المنظم لثروات هذا البلد، لكن المنسقية لم تستغل حتى الآن هذا الغضب الشعبي العارم وتوجهه لاسترداد حلمنا الديمقراطي المفقود.
ويحق لنا أن نتساءل لماذا لم تفلح المنسقية في استغلال حالة عدم الرضى الموجودة في الشارع؟ ألم يحن للمنسقية أن تراجع سياساتها؟ الم يثبت التحالف مع أحزاب الحقائب والأشخاص فشله ويمنع المنسقية من ديناميكية هي في أشد الحاجة إليها ليضيع الوقت في النقاش والاجتماعات مع أشخاص لا تأثير حقيقي لديهم في الشارع وأحزاب ليس لها وجود خارج مقراتها إن وجدت؟
أليس الأحرى دعوة هؤلاء للاندماج في أحد الأحزاب الكبرى أو استغناء المنسقية عنهم؟ وبهذا نكسب الكثير من الوقت والجهد نحن بأشد الحاجة إليهما، أم أن السادة الرؤساء لا يريد أي منهم أن يتنازل عن لقب "السيد الرئيس" ويضحي به من أجل وطن على حافة الانهيار؟
في الآونة الأخيرة لوحظ بروز جهاز بيروقراطي في المنسقية يستفيد من تسيير المهرجانات والمسيرات وهذا الجهاز هو الذي دفع بشدة لتنظيم المهرجان الأخير الذي كان كارثيا بكل المقاييس (فقط ليستفيد بعضهم من سعر لافتة أو ليترات من البنزين!)، مهرجان كان ينبغي التحضير له جيدا بعد الاستقبال الحاشد للجنرال من طرف الموظفين المسوقين بالعصي والجماهير المدفوعة الثمن.
جمهور المعارضة لا يحتاج باصات نقل ولا يحتاج لافتات كبرى، يحتاج فقط أن تثبتوا له أنكم تريدون تغييرا حقيقيا وهذا لن يتحقق ما دمتم تتحالفون مع رموز الفساد وتحابون على حساب الوطن. إنه لمن دواعي التهكم أن ننتقد ما آل إليه حال البلد من على منصة ونحن محاطون بأشخاص ساهموا في إيصالنا إلى ما نحن فيه.
ثقوا في جماهيركم، فهي لا تأتي لأن فلانا أو علانا حضر، بل تأتي يحدوها الأمل في التغيير والإيمان بموريتانيا ذات غد أفضل.
بدون كل هذا لن يتحقق شعار الرحيل، بل من سيرحل هم نحن الشباب بحثا عن لقمة عيش في الخارج وسيرحل الشيوخ والمرضى إلى باريهم إذ لا صحة موفرة لهم وسترحل ثرواتنا من نحاس وذهب وحديد وسمك، إلى حسابات في الخارج.
لن أتبرع لغزة
اعذروني لن أتبرع لغزة ما دام أهل "آدوابه" يبيتون على الطوى وما دام هناك أطفال في نواكشوط يتسكعون في الشوارع يستجدون قوت يومهم، لن أتبرع من أجل غزة ولا غير غزة ما دام هناك مواطنون في بلدي لا يملكون ثمن الدواء وآخرون يعانون من شح الماء وآخرون يلتحفون السماء.
لن أتبرع ما دام هناك أطفال في بلدي لا يملكون ثمن الدفاتر والأقلام ولا توفر لهم فرص تعليم متساوية. لن أتبرع لغزة ما دام هناك آلاف اللاجئين على حدود بلدي لا تسأل عنهم سوى المنظمات الأجنبية، يعيشون في العراء يطحنهم البرد القارس. لن أتظاهر من أجل غزة ما دام وطني مخطوفا من العسكر، ما داموا يدوسون على الحريات بأحذيتهم الثقيلة. بعض مواطنينا للأسف الشديد إحساسهم بالآخر وهمه، أكبر بكثير من إحساسهم بهذا الوطن وشجونه. بعد الانقلاب المشؤوم قامت مظاهرات منددة ولكنها لم تكن عشر ولا واحدا في المائة من أي مظاهرات داعمة لغزة، تقوم المظاهرات لأن الكهرباء أو الماء قطعا عن غزة ولكن لا أحد يحرك ساكنا عندما يموت سكان مقطع لحجار –مثلا- من العطش وسكان أكجوجت من السموم والنفايات! نتحدث كل الوقت عن عنصرية العدو الصهيوني ولكن لا أحد يهتم بالعنصرية في هذا المنكب البرزخي، لا أحد يتظاهر من أجل رفع الظلم عن الطبقات المسحوقة فيه. لو كان ولد دحود أو بزيد أحرقا نفسيهما في غزة لقامت الدنيا ولم تقعد، لو كان عزيز قام بانقلابه على حركة حماس، لامتلأت شوارع نواكشوط بالمظاهرات، لكنه للأسف انقلب فقط في موريتانيا. إذا ليس هذا مهما. من المؤسف والمؤلم حقا ما يحدث في فلسطين و التضامن معها أمر صحي، لكن الأقرب ثم الأقرب. متى نرى موريتانيين يتبرعون لآدوابه؟ ومتى نرى مواطنين يتبرعون لضحايا الجفاف؟ ومن لنا بمن يتبرع لمائة ألف لاجئ على حدودنا؟ مواطنونا هم كظل "أمندور" (نخلة طويلة بلا أعراش لا يجد ظلها إلا البعيد عنها)، أم هي عقدة النقص التي تلاحقنا لتجعلنا نحاول دوما إثبات انتمائنا لوطن عربي لا يقبل بنا حتى جزءا منه؟
لن أتبرع ما دام هناك أطفال في بلدي لا يملكون ثمن الدفاتر والأقلام ولا توفر لهم فرص تعليم متساوية. لن أتبرع لغزة ما دام هناك آلاف اللاجئين على حدود بلدي لا تسأل عنهم سوى المنظمات الأجنبية، يعيشون في العراء يطحنهم البرد القارس. لن أتظاهر من أجل غزة ما دام وطني مخطوفا من العسكر، ما داموا يدوسون على الحريات بأحذيتهم الثقيلة. بعض مواطنينا للأسف الشديد إحساسهم بالآخر وهمه، أكبر بكثير من إحساسهم بهذا الوطن وشجونه. بعد الانقلاب المشؤوم قامت مظاهرات منددة ولكنها لم تكن عشر ولا واحدا في المائة من أي مظاهرات داعمة لغزة، تقوم المظاهرات لأن الكهرباء أو الماء قطعا عن غزة ولكن لا أحد يحرك ساكنا عندما يموت سكان مقطع لحجار –مثلا- من العطش وسكان أكجوجت من السموم والنفايات! نتحدث كل الوقت عن عنصرية العدو الصهيوني ولكن لا أحد يهتم بالعنصرية في هذا المنكب البرزخي، لا أحد يتظاهر من أجل رفع الظلم عن الطبقات المسحوقة فيه. لو كان ولد دحود أو بزيد أحرقا نفسيهما في غزة لقامت الدنيا ولم تقعد، لو كان عزيز قام بانقلابه على حركة حماس، لامتلأت شوارع نواكشوط بالمظاهرات، لكنه للأسف انقلب فقط في موريتانيا. إذا ليس هذا مهما. من المؤسف والمؤلم حقا ما يحدث في فلسطين و التضامن معها أمر صحي، لكن الأقرب ثم الأقرب. متى نرى موريتانيين يتبرعون لآدوابه؟ ومتى نرى مواطنين يتبرعون لضحايا الجفاف؟ ومن لنا بمن يتبرع لمائة ألف لاجئ على حدودنا؟ مواطنونا هم كظل "أمندور" (نخلة طويلة بلا أعراش لا يجد ظلها إلا البعيد عنها)، أم هي عقدة النقص التي تلاحقنا لتجعلنا نحاول دوما إثبات انتمائنا لوطن عربي لا يقبل بنا حتى جزءا منه؟
Inscription à :
Articles (Atom)